(14) اختر أيهن شئت

حكم- وروى الكافي, عن الصادق (ع) قال: بينا امير المؤمنين (ع) في ملاء من أصحابه اذا أتاه رجل فقال: ياأمير المؤمنين اني أوقبت على غلام فطهرني, فقال: ياهذا امض الى منزلك لعل مراراً هاج بك, فلما كان من غد عاد اليه فقال له: يا أمير المؤمنين اني اوقبت على غلام فطهرني, فقال له: ياهذا امض الى منزلك لعل مراراً هاج بك. حتى فعل ثلاثاً بعد مرته الاولى. فلما كان في الرابعة قال له: ياهذا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حكم في مثلك بثلاثة احكام فاخبر أيهن شئت, قال: وما هن يامير المؤمنين؟ قال: ضربة بالسيف في عنقه بالغة مابلغت, او اهدار من جبل مشدود اليدين والرجلين أو احراق بالنار, فقال: يا امير المؤمنين أيهن أشد على؟ قال: الاحراق بالنار قال: فاني قد اخترتها يا امير المؤمنين, قال: خذ لذلك أهبتك, فقال نعم. فصلى ركعتين ثم جلس في تشهده فقال: اللهم اني قد أتيت من الذنب ما قد علمته, وانني تخوفت من ذلك فجئت الى وصي رسولك وابن عم نبيك فسألته أن يطهرني, فخيرني بين ثلاثة أصناف من العذاب, اللهم فاني قد اخترت أشدها, اللهم فاني اسألك أن تجعل ذلك كفارة لذنوبي وان لاتحرقني بنارك في آخرتى. ثم قام وهو باك حتى جلس في الحفيرة التي حفرها له أمير المؤمنين (ع) وهو يرى النار تتأجج حوله, فبكى أمير المؤمنين وبكى أصحابه جميعاً فقال له أمير المؤمنين: قم يا هذا أبكيت ملائكة السماء وملائكة الارض, وان الله قد تاب عليك فقم, ولا تعاودن شيئاً مما قد فعلت. وروى ان ماعز بن مالك اقر عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالزنا فأمر برجمه فلما رموه هرب فلحقه الناس فقتلوه, فقال لهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : هلا تركتموه اذ هرب, لانه هو الذي أقر على نفسه, وقال لهم: لو كان علي حاضراً معكم لما ضللتم ووداه من بيت المال.