(12) اي طهارة افضل من التوبة

حكم- وروى الفقيه, باسناده عن سعد بن طريف, عن الاصبغ قال: اتى رجل امير المؤمنين (ع) فقال: اني زنيت فطهرني, فأعرض عنه بوجهه, ثم قال له: اجلس, فأقبل على القوم فقال: أيعجز احدكم اذا قارف هذه السيئة ان يستر على نفسه كما ستر الله, فقام الرجل وقال: يا امير المؤمنين اني زنيت فطهرني, فقال: وما دعاك الى ما قلت؟ قال: طلب الطهارة, قال: واي طهارة افضل من التوبة, ثم اقبل على اصحابه يحدثهم فقام الرجل وقال: يا امير المؤمنين اني زنيت فطهرني, فقال له: أتعرف شيئاً من القرآن, قال: نعم, قال: اقرأ, فقرأ فأصاب, فقال له: أتعرف ما يلزمك من حقوق الله تعالى في صلاتك وزكاتك؟ فقال: نعم, فسأله فأصاب, فقال: هل بك من مرض معروف او تجد وجعاً في رأسك او شيئاً في بدنك او غماً في صدرك فقال: لا يا امير المؤمنين.

فقال: ويحك اذهب حتى نسأل عنك في السر كما سألناك في العلانية, فان لم تعد الينا لم نطلبك, قال: فسأل عنه فأخبر انه سالم الحال وانه ليس هناك شيء يدخل عليه به الظن, قال: ثم عاد اليه الرجل فقال: يا امير المؤمنين اني زنيت فطهرني, فقال له: انك لو لم تأتنا لم نطلبك ولسنا بتاركيك اذ لزمك حكم الله عز وجل, ثم قال: يا معشر الناس انه يجزى من حضر منكم رجمه عمن غاب, فنشدت الله رجلاً منكم يحضر غداً لما تلثم بعمامته لا يعرف بعضكم بعضاً, واتوني بغلس لا ينظر بعضكم بعضاً فاننا لا ننظر في وجه رجل ونحن نرجمه بالحجارة, فغدا الناس كما امرهم قبل اسفار الصبح, فأقبل (ع) ثم قال: نشدت الله رجلاً منكم لله عليه مثل هذا الحق ان يأخذ لله به, فانه لا يأخذ لله عز وجل بحق من يطلبه الله بمثله, فانصرف قوم والله لا ندري من هم حتى الساعة, ثم رماه بأربعة احجار ورماه الناس.