(11) مؤامرة يدبرها ابو سفيان

حكم- وروى السروي عن الواقدي والطبري, ان عمير بن وائل الثقفي, امره حنظلة بن ابي سفيان وغيره ان يدعي على علي (ع) ثمانين مثقالاً من الذهب وديعة عند محمد وانه هرب من مكة وانت وكيله, فان طلب بينة فنحن معشر قريش نشهد عليه, واعطوه على ذلك مائة مثقال من الذهب منها قلادة عشر مثاقيل, فجاء وادعى على علي (ع) فاعتبر الودائع كلها ورأى عليها اسامي اصحابها ولم يكن لما ذكره عمير خبر, فنصح له نصحاً كثيراً فقال: ان لي من يشهد بذلك وهو ابو جهل وعكرمة وعقبة بن ابي معيط وابو سفيان وحنظلة.
فقال (ع) : مكيدة تعود الى من دبرها ثم امر الشهود ان يقعدوا في الكعبة ثم قال لعمير: يا اخا ثقيف اخبرني الان حين دفعت وديعتك هذه الى رسول الله اي الاوقات كان؟ قال: ضحوة نهار فأخذها بيده وسلمها الى عبده, ثم استدعى بأبي جهل وسأله عن ذلك؟ فقال: ما يلزمني ذلك, ثم استدعى بأبي سفيان وسأله فقال: دفعها عند غروب الشمس واخذها من يده وتركها في كمه, ثم استدعى حنظلة, وسأله عن ذلك؟ فقال: كان عند وقوف الشمس في كبد السماء وتركها بين يديه الى وقت انصرافه, ثم استدعى بعقبة وسأله عن ذلك؟ فقال: تسلمها بيده وأنفذها الى داره في الحال وكان وقت العصر, ثم استدعى بعكرمة وسأله عن ذلك؟ فقال: كان عند بزوغ الشمس أخذها فأنفذها من ساعته الى بيت فاطمة, ثم اقبل على عمير وقال له اراك قد اصفر لونك وتغيرت احوالك قال: اقول الحق ولا يفلح غادر وبيت الله, ما كان لي عند محمد وديعة وانهما حملاني على ذلك وهذه عقد هند عليها اسمها مكتوب.
ثم قال علي (ع) : ايتوني بالسيف الذي في زاوية الدار, فأخذه وقال: أتعرفون هذا السيف؟ فقالوا: هذا لحنظلة, فقال ابو سفيان: هذا مسروق, فقال علي (ع) : ان كنت صادقاً فما فعل عبدك مهلع الاسود؟ قال: مضى الى الطائف في حاجة لنا؟ فقال: هيهات ان يعود اليه احضره ان كنت صادقاً فسكت ابو سفيان.

ثم قام علي (ع) في عشرة عبيد لسادات قريش فنبشوا تلعة فاذا فيها العبد مهلع قتيل, فأمرهم باخراجه فأخرجوه وحملوه الى الكعبة فسأله الناس عن سبب قتله؟ فقال: ان أبا سفيان وولده ضمنوا له رشوة عتقه وحثوه على قتلي فكمن لي في الطريق ووثب عليَّ ليقتلني فضربت رأسه واخذت سيفه, فلما بطلت حيلهم تلك أرادوا الحيلة الثانية.