(9) قصة اخرى مشابهة

حكم- ونظير هذا الخبر في ذلك ما رواه الكافي انه كان على عهد أمير المؤمنين (ع) رجلان متآخيان في الله عز وجل, فمات احدهما واوصى الى الآخر في حفظ بنية كانت له, فحفظها الرجل وأنزلها منزلة ولده في اللطف والاكرام والتعاهد لها, ثم حضره سفر فخرج واوصى امرأته في الصبية فأطال السفر حتى اذا ادركت الصبية وكان لها جمال وكان الرجل يكتب في حفظها والتعاهد لها فلما رأت ذلك امرأته خافت ان يقدم فيراها قد بلغت مبلغ النساء فيعجبه جمالها فيتزوجها, فعمت اليها هي ونسوة معها قد كانت أعدتهن, فأمسكنها لها ثم افترعتها باصبعها, فلما قدم الرجل من سفره وصار في منزله دعا الجارية فأبت ان تجيبه استحياء مما صارت اليه, فألح عليها في الدعاء كل ذلك تأبى ان تجيبه, فلما اكثر عليها قالت له امرأته دعها تستحي ان تأتيك من ذنب كانت فعلته – ورمتها بالفجور – فاسترجع الرجل ثم قام الى الجارية فوبخها, وقال لها: ويحك أما علمت ما كنت اصنع بك من الالطاف, والله ما كنت اعدك الا كبعض ولدي او اخوتي وان كنت لابنتي فما دعاك الى ما صنعت؟ فقال له الجارية: اما اذ قيل لك ما قيل فوالله الذي رمتني به امرأتك ولقد كذبت علي, فان القصة كذا وكذا ووصفت له ما صنعت بها امرأته, فأخذ الرجل بيد امرأته وبيد الجارية فمضى بهما حتى اجلسهما بين يدي أمير المؤمنين (ع) واخبره بالقصة كلها وأقرت المرأة بذلك.
وكان الحسن (ع) بين يدي ابيه فقال له امير المؤمنين: اقض فيها, فقال الحسن نعم على المرأة الحد لقذفها الجارية وعليها القيمة لافتراعها, فقال امير المؤمنين: صدقت: ثم قال: أما لو كلف الجمل الطحن لفعل.