فصل في حرمة القتل وشدة الاثم

[حكم -561] قبل ان ندخل في تفاصيل كيفية القتل وما فيه القصاص وما ليس فيه القصاص يلزم ان نعرف عظم جريمة القتل وغضب الله على القتلة وما يصيبهم منه سبحانه من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
1- قال تعالى[فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا…] (1)
لأن هابيل كان اول الذرية وبقتله لم يولد لآدم(ع) ذرية قط لعدم وجود ولد صالح غير هابيل فلو لم يرزق آدم بعده بشبث هبة الله لما تولدت البشرية الا من قابيل المجرم.
[… وَمَنْ أَحْيَاهَا…] أي أنجى نفسا اقدم على قتلها فانجاها من القتل […فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا…]
[وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا] (2)
[حكم -562] ورد في الحديث الشريف عن ابي عبد الله(ع): (لا يدخل الجنة سافك للدم ولا شارب الخمر ولا مشاء بنميم)(3)
وعنه(ع): (ان اعتى الناس على الله القاتل غير قاتله والضارب غير ضاربه ومن والى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله على محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فلا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ولا يحل لمسلم ان يشفع في حد)(4)
والحدث هو القتل كما عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (5)
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (والذي بعثني بالحق لو أن أهل السماء والأرض شركوا في دم امرئ مسلم ورضوا به لاكبهم الله على وجوههم(على مناخرهم في النار)(6)
وعن أبي عبد الله(ع) قال: (من اعان على مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله)(7)
وعنه(ع): (في رجل قتل رجلاً مؤمناً قال: يقال له مت أي ميتة شئت ان شئت يهودياً وان شئت نصرانيا وان شئت مجوسيا)(8)
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (سباب المؤمن فسوق وقتله كفر واكل لحمه من معصية الله وحرمة ماله كحرمة دمه)(9)

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (من لطم خد امرئ مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة وحشر مغلولاً حتى يدخل جهنم الا ان يتوب)(10)


(1) المائدة5/30-32.

(2) النساء 4/93.

(3) الوسائل ب1 ح9 و18 قصاص النفس.

(4) الوسائل ب2 ح2 و4 قصاص النفس.

(5) الوسائل ب8 ح1 قصاص النفس.

(6) الوسائل ب2 ح2و4 قصاص النفس.

(7) الوسائل ب2 ح2و4 قصاص النفس.

(8) الوسائل ب3 ح1 و3 قصاص النفس.

(9) الوسائل ب3 ح1 و3 قصاص النفس.

(10) الوسائل ب4 ح8 قصاص النفس.