59- كتاب القصاص بالحق

[حكم -555] يلزم على الحكومات الانتظام والتنظيم لشعوبها حتى لا تشيع العداوات بين العشائر والفئات ولا بين العوائل والافراد واذا شذ وحصل شيء من ذلك يلزم الارتباط بالحكومة وبعلماء الدين لمساعدة المجني عليه واقتصاصه من الجاني أو عفوه بتبديل القصاص بالديات أو العفو مجانا وقربه الى الله تعالى.
كما يلزم على علماء الدين ان يكون لهم الصوت والصولة في بعث روح الأخوة والاحترام بين العشائر والقبائل والشعوب.
والتوسط للحكومة أو للحكومات لتهديء شعوبهم وهداية نفوسهم بالالتزام بدين الله القويم.
واشاعة المحبة والتسامح بين المؤمنين.
هذا واني أرى التقصير من كل الحكومات ومن كل الفئات المعنية بذلك ولذلك قد شاعت الجرائم والظلم والجور والعداوات بين الحكومات وبين الشعوب المسماة بالإسلامية وبين العشائر والقبائل ثم العوائل والافراد.
وأمست الدنيا سوداء مظلمة على أهلها مطبقة عليهم حتى صار الاحياء يمرون على أهل القبور فيقولون ياليتنا مكانكم وفي الآخرة اشد عذابا وابقى قال الله تعالى [ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ] (1)


(1) البقرة /85.