الحد السابع الكفر والارتداد اليه

[حكم -79] بحثنا في عدة مواضع من هذه الموسوعة في حكم الكافرين والمرتدين واجمال حكمهم فهو على مراحل.


المرحلة الأولى: في حاق الواقع وبغض النظر عن امكان التطبيق وعدمه ان عباد الله تعالى يلزم أن يعبدوا الله ويتبعوا الانبياء والاوصياء من آدم(ع) الى يوم القيامة.
فمن انحرف عن هذا يقتل.
كما قال الله تعالى:
[…وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ](1)
[وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ](2) [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ](3)
[…وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا](4)

 

المرحلة الثانية: التعايش السلمي.
[حكم -80] لما اراد الله تعالى ان لا يجبر الناس على اتباع الحق النازل منه بواسطة بعث الانبياء والاوصياء وانزال الكتب ولم يستتب لدين الاسلام ان ينتشر للناس كافة.
قرر الله ورسوله مرحلياً ان يسكت عن الذين لم يقاتلوا الاسلام ولم يكيدوا بالمسلمين حتى تتم الحجة عليهم ويتمكن من النفوس كما قال تعالى [لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ](5)


المرحلة الثالثة: مع أهل الكتاب
[حكم -81] لما ارسل موسى(ع) واعطي التوراة اصبح دين بني اسرائيل حق فيجب اتباعه ولما ارسل عيسى وجب على بني اسرائيل ان ينتقلوا الى دينه وتعاليمه وكتابه الانجيل ولكنهم عصوا وحرفوا آيات التوراة التي تشير إليه فصارت النصرانية هي الدين الحق واليهودية هي الباطلة.
ولما بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وشريعته قد توسعت وشملت تعاليمه كل مرافق الحياة.
وكتابه القرآن ورسالته للناس كافة.
وجب على اليهود والنصارى اتباعه وقد أخذ أنبياؤهم عليهم الميثاق ان يتبعوه حين يبعث كما اشار القرآن الكريم
قال تعالى [وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ](6)
وقال تعالى [وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ…] اعملوا بها
[…ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ…] من التوراة الاصلية غير المحرفة والانجيل كذلك وهو الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي صدّق في الكتب السماوية السابقة على كتابه، […لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ…] الله للنبيين(ع).
[… أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ…] وهو تبليغ اممكم [إِصْرِي] عهدي وأمري [قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا](7)
وقد أدى الأنبياء هذا العهد الى أممهم ولكن اكثر الأمم تولوا وحرفوا كبتهم السماوية وجحدوا العهود.
[فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ](8)
[حكم -82] ما ذكرنا من عقيدة أهل الكتاب ونقضهم العهود النبوية
مع ذلك ان الاسلام حين التطبيق لم يجبرهم على الاسلام واكتفى منهم ان يعطوا الجزية ويتعايش المسلمون معهم بسلام واحترام


المرحلة الرابعة: المرتدون
[حكم -83] قلنا مراراً ان من دخل الاسلام ثم ارتد فان كان امرأة استتيبت فان لم تتب قتلت.
وان كان رجلاً فان ارتد عن ملة أي ان ابويه كافران وتولد منهما على الكفر ثم اسلم ثم ارتد وكفر، فهذا يستتاب فان تاب والا قتل.
وان ارتد عن فطرة يعني ان ابويه أو أحدهما مسلمان فتربى على الاسلام ثم ارتد الى الكفر فالمشهور يرى ان يقتل ويقسم ارثه وتبين زوجته بمجرد الكفر وأنا أرى ايضا انه يستتاب ولا يعجل عليه.


المرحلة الخامسة: العامة المنحرفون عن أهل البيت(ع)
[حكم -84] ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يدع شيئاً الا أبلغه ومن تبليغه انه جعل في أمته من بعده كتاب الله وعترته أهل بيته(ع).
ومعلوم ان اكثرهم منافقون وضعاف في الدين وطامعون فاستغلوا موته وانقلبوا واستلموا الخلافة على الناس
وطاردوا أهل بيته وقاتلوهم وغصبوهم وقتلوهم وظلموا شيعتهم وقتلوهم.
وحكم هؤلاء ان نحسبهم على الاسلام في طهارة ابدانهم وحفظ نفوسهم وأعراضهم وأموالهم.
وان كانوا لم يدعوا لنا اموالنا ولا دماءنا وطاردونا تحت كل حجر ومدر.
فانا ندافع بمقدار ما قدرنا باللسان واليد واذا امكن بالسلاح ونسالم من سالم ونهادن من هادن.


(1)التوبة 9/36.

(2)سبأ 34/28.

(3)الانبياء (ع) 21/28.

(4)النساء 4/79.

(5)الممتحنة 60/8.

(6)الصف 61/6و7.

(7)ال عمران 3/81.

(8)ال عمران 3/82-83.