اللــــــــواط

الحد الثاني من حدود الإسلام
[حكم -1] اللواط هو العمل الشاذ ويسمى الشذوذ الجنسي بأن يُدخل الرجل في دبر الذكر.
سمي نسبة لاسم النبي لوط(ع) لأنه قد بلغ قومه بمنعهم عن هذه الصفة فلم يرعووا عن غيهم حتى لعنهم الله وأهلكهم بأشد الخزي والعار والنبي لوط هو ابن هاران ابن تارخ بن ناحور بن ساروع بن ارغو بن فالغ ابن افخشد وهو هود النبي(ع) وهو حفيد نوح.
ولوط قيل ابن اخي إبراهيم الخليل وقيل ان لوطاً ابن خالة إبراهيم(ع) وأخو سارة زوجة إبراهيم.
ويمكن ان تكون سارة أخته من أمه لأن أبا لوط أخو إبراهيم(ع).
وجرم قوم لوط هو اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء بالسحاق وتطفيف الميزان.
وقراهم التي قلبت تقرب من عمان الأردنية وقريتهم أكبرها سدوم وآثارهم موجودة حتى الآن على البحر الميت وبعض قراهم قلبت في البحر الميت وان التلفزيون الأردني اظهر بعض قراهم المشوهة وتحدث بعض الشيوخ عن آثارهم القبيحة.
[حكم -2] ورد في آية تعريفهم وفعلهم الشنيع.
[وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ](1) وفي كيفية هلاكهم ورد في الآية [كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ] ان النبي لوط(ع) انذرهم عدة من الانذارات فكذبوه، [إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ] أولاً رماهم الله بالحجارة من السماء
[نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ](2)
وهذا هو العذاب الثاني فان الملائكة لما زاروا إبراهيم وبشروه بحمل سارة زوجته واخبروه كما في الآية [وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)] (3)
قيل أنهم دخلوا القرية بشكل شباب جميلين ورأوا امرأة لوط وهم يعرفونها أنها مجرمة بحق زوجها وقد تزوجها من قوم لوط فسألها الملائكة عن بيت لوط فدلتهم ثم أشارت الى قومها
[وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ…]
فخاف منهم ان يوطئون ضيوفه وأشار الى بناته وأراد ان يزوجهم أو أشار الى مطلق النساء
و[قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)] طلب منهم القوة والمدد.
وحينذاك اظهر الملائكة أنفسهم انهم رسل من الله تعالى لعذاب وهلاك القوم [قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ – أنت وبناتك سيروا ولا تلتفتوا وراءكم -إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)] (4)
فالتفت زوجته متأسفة على قرابتها فأصابها حجر من السماء وماتت وهذا هو العذاب الثالث.
ونرجع الى سورة القمر [وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ](5)
وهذا هو العذاب الرابع ان أول الصبح رفع جبرئيل قراهم ثم قلبها في البحر الميت وسميت المؤتفكات كما في الآية [وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54)](6) أي المنقلبة.
والآية [وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10)] (7)
[حكم -3] ومن أعمال قوم لوط ما في الآية […إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ…] تعتدون على المارين باللواط وغيره. [وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ…](8)
كانوا يتضارطون على بعضهم في مجالسهم مع كشف الأدبار وبعضهم يكتفون بالتضارط بدون كشف ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء.
[حكم -4] حرمة اللواط من ضروريات الدين ولكن بعض المنافقين الناصبين العداوة لأهل البيت(ع) وشيعتهم حللوه.
اذا ذكر حكمة من المالكي قائلا شعراً:


وجائز... الغلام الامرد

 

لا سيما للرجل المجرد

هذا اذا كان وحيداً في السفر

 

ولم يجد انثى تفي عن الذكر(9)


ولذا قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (يا علي لا يبغضك الا ابن زنا أو ابن حيض أو مطعون في اجانته) أي في دبره
وفي الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من جامع غلاما جاء جنبا يوم القيامة جنبا لا ينقيه ماء الدنيا وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له جهنم وساءت مصيرا)(10)
ان الذكر ليركب الذكر فيهتز العرش لذلك وان الرجل لو أتى في حقبه فيحسبه الله تعالى على جسر جهنم حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ثم يؤمر به الى جهنم فيعذب بطبقاتها طبقة طبقة حتى يرد الى اسفلها ولا يخرج منها)
وعن أمير(ع): (اللواط ما دون الدبر والدبر هو الكفر)(11)
وعن الصادق(ع) (حرمة الدبر اعظم من حرمة الفرج وان الله تعالى أهلك امة لحرمة الدبر ولم يهلك أحداً لحرمة الفرج)(12)
[حكم -5] ان الله تعالى قد حدد اللذات المحرمة من المحللة في الطعام والشراب والنكاح وفي سائر الأعضاء والحواس فحدد النظر بالعين.
والسماع المحلل واللمس كذلك.
فحدود النكاح في الآية الكريمة ففي التمتع بالنساء [فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ](13) وأحل الزواج الدائم ملك اليمين قال الله تعالى [وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)](14)
[حكم -6] اللواط الذي يعاقب عليه الشرع في المقادير التي سنفصلها ان شاء الله هو دخول الذكر في دبر الذكر والمشتبه بالذكر كالممسوح (الأبتر أي المقطوع الآلة) أو الخنثى.
الداخل المشتبه بالذكر
ولا يسمى لواطاً ما لم يوقب أي يدخل ولا بمسح الذكر على ظاهر الدبر نعم قول أمير المؤمنين(ع): (اللواط هو ما دون الدبر وأما الدخول فهو الكفر) كما ذكرنا آنفاً إنما هو في مقام الوعظ والتخويف.
ولا يسمى لواطاً ادخال غير الآلة (الذكر) فلا يسمى بإدخال الاصبع أو آلة أو عصا أو أي شيء.
ولا يسمى لواطا بدخول الذكر في دبر الأنثىوإنما هو يسمى زنا اذا لم تكن زوجة له وإدخال الذكر بدبر زوجته انه وطئ شرعي ولا يسمى لواطاً وان كان شديد الكراهة نعم ان مسح الذكر على ظاهر دبر الزوجة بدون ايقاب لم يثبت كراهته.
[حكم -7] لا يثبت اللواط الا بالاقرار أربع مرات.
أو شهادة أربعة رجال بالمعاينة كالميل بالمكحلة مع تمام شروط الشاهد والمشهود عليه.
ولا عبرة بإقرار غير البالغ العاقل المختار والقاصر.
ولوأقر بأقل من أربعة مرات يطلب منه اكمال الاقرار ولو شهد ثلاثة رجال حدوا للفرية واعتبروا فاسقين لاشاعتهم اخبار المنكر واختلفوا في الثبوت بشهادة النساء منفردات أو منظمات بشهادة الايقاب وأما عدم الايقاب فيثبت كأي أمر من الأمور الاجتماعية العادية والا لبطلت الحدود بل حتى في الايقاب اذا انضمت النساء الى الرجال فلا يبعد الثبوت ان حصل بقول المجموع الاطمئنان.
[حكم -8] الدخول لا بد ان يكون بالايقاب بمقدار غياب الحشفة على الأقل والا فلا يعتبر لواط كما قلنا نعم انه يعزز بتقدير الحاكم الشرعي ويثبت الادخال بين الاليين بشاهد فقط ولا يلزم الاربع.
[حكم -9] اذا لاطَ البالغ العاقل المختاربالبالغ العاقل المختار فعلى كليهما الرجم وغيره مما يأتي بكيفيه حد اللواط
وإذا لاط البالغ العاقل المختار بصغيرا وبمجنون أوبمقهور وغير مختار
فعلى الفاعل القتل بأنواعه، وعلى المفعُول التعزير والتأديب ان كان له شعور
وإذا فعل الصبي بالعاقل المختار البالغ، فعلى المفعول القتل وعلى الفاعل التعزير لقصوره

وكذا كل قاصر مع كامل وحصل الدخول الشرعي


(1) الأعراف 7/80-81.

(2) القمر 54/33-39.

(3) هود × 11/69-83.

(4) هود × 11/81.

(5) القمر 54/38.

(6) النجم 53/53-54.

(7) الحاقة 69/9-10.

(8) العنكبوت 29/29.

(9) عن المغني لابن قدامة.

(10)الوسائل ب17 وب18 النكاح المحرم.

(11)الوسائل ب20 ح2 النكاح المحرم.

(12)الوسائل ب17 وب18 النكاح المحرم.

(13) النساء 4/24.

(14) المؤمنون 23/5-7.