التاسع: التقديم والقبول

حكم- المؤمن يكون مضيافاً ولا يقصر من تقديم شيء يملكه ولا يخجل من تقديم ما يملك ولا يضغط على عياله ويجيعهم لاجل الضيف وعلى الضيف ان يراعي ذلك فيترك المضيف اذا كان لا يملك ما يضيفه ويقبل منه كلما قدم له اذا لم يملك اكثر, ففي الآية: [الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ79](1), ان المنافقين يذمون ويسخرون من المؤمنين الذين تطوعوا بتقديم بعض التمر وغيره للمجاهدين وكانوا في حالة فقر وجوع وليس لهم المال كثير حتى يقدموا اكثر مما قدموا.
وعن جميل بن دراج عن ابي عبد الله (ع) قال: (المؤمن لا يحتشم من أخيه وما يرى ايهما اعجب الذي يكلف اخاه اذا دخل عليه ان يتكلف له او المتكلف لاخيه), وعن السكوني قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (من تكرمة الرجل لاخيه ان يقبل تحفته ويتحفه بما عنده ولا يتكلف له شيئاً) يعني ينحرج بأكثر من قدرته, ودعى شخص امير المؤمنين (ع) على طعام فقال له (ان تضمن لي ثلاث خصال: لا تدخل علينا شيئاً من خارج ولا تدخر عنا شيئاً في البيت ولا تجحف بالعيال) قال ذلك لك, فاجابه علي (ع) الى ذلك.


(1) سورة التوبة 9/79.