السادس: اجابة دعوة المؤمنين

حكم- يستحب استحباباً شديداً وقد يجب اجابة المؤمن اذا دعى الى طعام او شراب اذا لم يكن فيها مقاصد مخالفة للشرع فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: (لو دعاني كراع الى كراع على كراع لاجبته) او قال (لو دعيت الى ذراع شاة لاجبت), الظاهر ان كراع رجل فقير الحال وان منطقة كراع الغميم في اطراف المدينة بعيدة والكراع هو عظام في الساق وحتى ان المؤمن ان دعاك على شربة ماء او لقمة من الاكل وانت كنت صائماً صوماً مستحباً فافطر لك ثواب استجابة المؤمن وثواب الصيام وللداعي ثواب افطار الصائم, واذا لم تستحب للدعوة فصومك مكروه, هذا ان لم يكن في الدعوة غرض شيطاني من الداعي او من المدعو اما من الداعي فقصد ارشاء المدعو حتى يقدمه على غيره في الحقوق والواجبات كما في دعوة اهل البصرة لعثمان بن حنيف(رح).

وقصد المدعو تعظيم الاغنياء والمتبطرين ليكون له مقاماً بين الناس, وطبق هذه القاعدة على كتاب امير المؤمنين (ع) لابن حنيف(رح) قال: (اما بعد يا ابن حنيف فقد بلغني ان رجلاً من فتية اهل البصرة دعاك الى مأدبة فاسرعت اليها تستطاب لك الالوان وتنقل اليك الجفان وما ظننت انك تجيب الى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو فانظر الى ما تقضمه من هذا المقضم فما اشتبه عليك علمه فالفظه وما ايقنت بطيب وجوهه فنل منه, الا وان لكل مأموم امام يقتدي به ويستضيء بنور علمه الا وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه (ثوبين قديمين), ومن (طعمه بقرصيه), الا وانكم لا نقدرون على ذلك ولكن اعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد...)(1).


(1) نهج البلاغة من كتب الامام علي (ع) للولاة 283 ص558.