الثامن التقييد بالنواسخ وهي عديدة وهي:

1 - الأسماء الناقصة التي ترفع الأول وتنصب الخبر وهي كان أصبح بات أضحى أحسن صار ليس ما زال ما برح ما أنفك ما فتيء ومن الحروف ما ولا ولات وإن كالآية [مَا هَذَا بَشَرًا] بدون مجيء إن بعدها [وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ] [أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ].
وقال في الألفية:

في النكرات أعملت كليس لا

 

وقد تلي لات وإن ذا العملا.



مثل (لا رجل أفضل منك وهذه ليست لنفي الجنس وإلا فهي تنصب اسمه مثل أن لا رجل في الدار بنصب الرجل.
2 - وأفعال المقاربة وهي كاد وكرب وأوشك وقرب وما دل على الرجاء وهي عسى وحرى وأخلولق وما دل على الإنشاء وهي جعل وطفق وأخذ وعلق وأنشأ وسميت المقاربة من باب تسمية الكل باسم البعض وهي مثل كان ترفع اسمها وتنصب خبرها: كقول الشاعر:

 

فمو شكة أرضنا أن تعود

 

خلاف الأنيس ومو شايبا با.



فاسم موشكة ضمير مستتر وإن وما بعدها خبر لموشك في محل نصب.
3 - وإن وأخواتها وهي إنَّ أنَّ ليت لكن لعل كأن وهي ست مشبهة بالفعل عملها إنها تنصب الأسم وترفع الخبر فإن وإن المشددتان للتوكيد.
وكأن المشددة للتشبيه
ولكن للاستدراك
وليت للتمني وهو طلب الميئوس منه
ولعل للترجي والإشفاق وهو طلب الممكن وتُكسر إن في مواضع:
1 - الابتداء إن الإنسان لفي خسر.
2 - أو تقع صدر الصلة مثل جاء الذي إنه قائم.
3 - أو جواباً لقسم (والله إنه لقائم).
4 - أو تقع جملة محكية نحو الآية [قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ] وإذا لم يحك بها فتحت مثل أتقول إن زيداً قائم.
5 - وإن تقع في موضع حال مثل الآية [كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ].
6 - أن تقع فعل من أفعال القلوب مثل إذا كان في خبرها اللام (مثل ظننت أو علمت إن زيداً لقائم).
7 - وبعد إلا الاستفتاحية (إلا إن زيداً قائم).
8 - وبعد حيث (اجلس حيث إن زيداً جالس).
9 - إذا وقعت في جملة خبر عن اسم معين (زيد إنه قائم).
4 - ظن وأخواتها من النواسخ للمسند والمسند إليه وهي تنصب الأول والثاني مثل قوله تعالى: [وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ].
وهي أفعال القلوب خمسة ومنها اليقين: رأى وعلم ودرى وتعلم وعرف أو الرجحان ثمانية ظن وخال وحسب وزعم وعد وحجا وجعل وهب مثل [وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ]
[وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا]
وكذلك أفعال التحويل وهي صير
وجعل نحو [وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا]
ووهب: وهب سلمان عليا مالاً
واتخذ: اتخذ زيد عليا معلماً لولده
وتخذ نحو (لتخذت عليه أجرا)
وترك نحو [وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ]
وإذا تقدم المبتدأ على ظن الغي عمل ظن مثل زيد ظننت قائم وكذلك إذا وقعت (ما) بعد أفعال اظن مثل ظننت ما زيد قائم أو (أن النافية مثل الآية [وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا]
وأما علم فأنها إذا كانت بمعنى عرف تعدت إلى مفعول واحد مثل الآية: [وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا] وكذلك ظن بمعنى اتهم كقوله تعالى: [هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ] أي بمتهم ورأى إذا كانت بمعنى الحكم تعدت إلى مفعولين مثل علم كما في الآية [إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرً] فالياء من أراني أسمها منصوب وجملة أعصر في محل نصب.
5 - من النواسخ: اعلم واعلم: وهي تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل:
كما في الألفية:

إلى ثلاثة رأى وعلما

مثل أعلمت زيداً عمراً سارقا

 

عدوا إذا صار أرى وأعلما

وأريت العالم الكتاب رائعا