السلب والإيجاب في المنطق

بمناسبة تعرض بعض البلاغيين هنا لتفصيل سلب الجماعة وقولهم بعموم السلب أو سلب العموم لا بد أن نجمل الموضوع بالرجوع إلى كتب المنطق وإجمال ذلك: إن القضية إما مهملة أو شخصية.
وإما مسورة وتسمى محصورة.
والمهملة: وهي ما حكم فيها بالاتصال بالموجبة أو التنافي ولم يحصر بكمية من كل أو جزء أو حال أو زمان.
والشخصية: وهي ما حكم فيها على شخص أو من شخص فهي بقوة المهملة لس بكاسبه ولا مكتسبة.
والمحصورة إيجابية وسلبية والإيجابية أما معدولة أو محصلة.
والقضية إما ذهنية مثل كل ما تسمعه فضعه في حيز الإمكان فهي مدركة في الذهن وليس لها وجود خارجاً وكذلك قولك شريك الباري وجود له فإنها مفهومة في الذهن.
وأما خارجية: مثل كل معمل يحترم من طلابه ليس كل ابن هو بار لوالديه.
وأما حقيقة: وهي تحكي عن حقيقة ثابتة ليس بالمهم أن تظهر في الخارج أم لا ومدركة في الأذهان أم لا.
مثل كل إنسان ناطق الإنسان حيوان ناطق والشجر جسم نامي كل ماء طهور ما وكل من الموجبة والسالبة تكون محصلة أو معدولة.
فالموجبة ما كانت بنيت القضية على الإيجاب ولم تسلب كلياً ولا جزئياً المحصلة الطرفين ما كانت موضوعها ومحمولها كلاهما موجبة كل نهار مضاء بالشمس.
والمعدولة الموضوع بعض لا إنسان حيوان.
والمعدولة المحول كل إنسان لا حجر.
والمعدولة الطرفين كل لا حيوان لا إنسان.
السالب محصلة الطرفين لا شيء من الحجر بإنسان.
السالبة معدولة الموضوع لا شيء من لا حيوان إنسان.
السالبة معدولة المحمول لا شيء من الإنسان لا حيوان.
السالبة معدولة الطرفين ليس بعض من لا حيوان لا إنسان.
وعلى كل حال فمعموم السلب يدل على النفي بالمرة مثل كل ظالم لا يفلح
وأما سلب العموم فيثبت البعض ليس كل قاض عادل
ومن أمثلة نفي العموم (ما كل رأى الفتى يدعو إلى رشد).
ومن أمثلة عموم النفي [إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ](1).
8 - من نفي المسند إليه وهو متقدم وتعميم النفي وتخصيص النفي به ما أنا قلت هذا ولا غيري أي لم أقله وإذا لم يسبق المسند إليه نفي كان تقديمة يحتمل تخصيص به أو تقويته إذا كان المسند فعلاً نحو أنت لا تبخل وذلك في ستة فروض.
1 - أن يكون المسند إليه معرفة ظاهرة قبل نفي نحو فؤاد ما قال هذا.
2 - أن يكون المسند إليه معرفة ظاهرة مثبتة نحو فالن أمر بهذا.
3 - أن يكون المسند إليه معرفة مضمرة قبل نفي نحو أنا ما فعلت هذا.
4 - أن يكون المسند إليه معرفة مضمرة مثبتة نحو أنا أديت واجبي.
5 - أن يكون المسند إليه نكرة قبل نفي نحو شخص ما قال هذا.
- أن يكون المسند إليه نكرة مثبتة نحو شخص يحضر معنا.
9 - كون المتقدم محط الإنكار والغرابة كقوله:

أبعد المشيب المنقضي في الذوائب

 

تحاول وصل الفانيات الكواعب.



10 - مراعات الترتيب الوجودي نحو قوله تعالى: [لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ]. إذا السنة أو النوم.


(1) الحديد 57/23.