البحث الأول: المسند إليه هو الأصل في الجملة

وهنا أسباب ذكر المسند إليه فإن الجملة الواحدة لابد من ذكر المسند إليه وأما إذا حصل عطف فلا يحسن إعادة المسند إليه إلا لنكتة بلاغية وهذه بعض الأسباب لإعادة الذكر مثل:
1 - لزيادة التقرير والإيضاح والتمكين من نفسه كقوله تعالى: [أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ](1).
فاسم الإشارة هو المسند إليه ومثله:

هو الشمس في العليا هو الدين في السطا

 

هو البدر في النادي هو البحر في الندى.


2 - ضعف الفهم للقرينة ولم يتوضح إلا بالإعادة.
فإذا قال القائل سعد الفلاني فما عرفه السامع أعاد الاسم مع زيادة التعريف.
3 - لتمكين العقيدة والرد على المشككين.
ومنه قوله تعالى: قل هو الله أحد الله الصمد.
4 - التلذذ أو التبرك بزيادة التكرار مثل: هو الله ربي والله حسبي والله كالئي
5 - التعريض بغباء السامع وانحرافه عن الحق: كما إذا استخف شخص بقول النبي صلى الله عليه وآله فسمع رواية عنه فقال مستهزئاً النبي قال كذا فإن العاقل المتمسك يجيبه بتوقير وتشديد وعصبية نعم إن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال كذا.
6 - التأكيد على المقر والشهود.
كما إذا أقر شخص مدعى عليه بعض ما أدعي عليه فسأل أحد الحضور هل أقر بذلك فيقول الحاكم أو غيره.
نعم أن سعيد هذا قد أقر بكذا وكذا الآن.
7 - التعجب مما سمع فيسأل بإعادة الجملة بالمسند والمسند إليه والتوابع فيجاب بالإعادة أيضاً بكل الجملة.
فإذا قال قائل أن علياً يأمر الأسود بالكف عن الفريسة فيعيد السائل كاملة فيعيد المجيب الجملة كاملة بتطويل اللفظ ورفع الصوت.
8 - التعظيم: كما إذا حضر شخص مقدس فيعيد المخبر مكرراً الجملة كاملة.
9 - التحذير: كالذي يكرر للجماعة أن السارق فلان بينكم.
10 - الإهانة والتحقير: كما إذا كرر المخبر باستهزاء وسخرية إن فلاناً قادم.


(1) البقرة 5.