أحكام مختصة بهل:

1 - أن (هل كالسين وسوف تجعل المضارع للاستقبال فإذا قائل أحبك الآن قلت أتصدق ولا تقل هل تصدق.
2 - لأجل تمحيضها الفعل للاستقبال واختصاصها بالتصديق دون التصور خلص استعمالها مع الفعل لفظا أو تقديراً.
مثل: هي يجيء علي أو هل علي يجيء بتقدير تقديم الفعل ولا يحسن هل جاء علي لأنها للماضي وحقه أن يقول أجاء علي.
3 - إذا عدل إلى الجملة الاسمية فهذا دليل على كمال العناية بالذي حصل كقوله تعالى [فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ](1).
يدل على كمال الاهتمام بكونهم شاكرين وإيراد الدوام والاستقامة في مستقبلهم عما هو مفاد الجملة الفعلية المستقبلية أي بمثابة أن يقول: هل ستشكرونه.
4 - هل نوعان كما قلنا أنها بسيطة وهي التي يستفهم بها عن وجود الشيء بنفسه ومركبة هي التي يستفهم بها عن وجود شيء لشيء وعدم وجوده نحو

 

الأجرام مسكونة

 

هل النبات حساس


5 - إن هل والهمزة يسأل بهما عما بعدهما لأنها حرفان ليس بهما معنى مستقل.
6 - إن هل لا تدخل على:
1 - المنفي لأنها بمعنى قد فلا تدخل المنفي فلا يقال هل لا يقوم علي بل يقال ألا يقوم.
2 - ولا على المضارع بمعنى الحال فلا يقال هل تنكر عليا ًوهو إمام بل يقول أتنكر.
3 - ولا على أن للتأكيد فلا يقال هل إن الأمير مسافر بل يقال أان الأمير مسافر، او أمسافر الأمير.
4 - ولا على الشرط فلا يقال هل إذا زرتك تكرمني بل يقال إذا زرتك أتكرمني أو يقال أإذا زرتك تكرمني.
5 - ولا على حرف عطف بل تقع بعد حرف العطف فلا يقال هل ثم يتقدم بل يقال ثم هل يتقدم زيد.
6 - ولا على اسم بعدها فلا يقال هل بشر منا واحد نتبعه) والهمزة تقع تدخل على جميع ذلك فالآية [أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ](2).
بقية حروف الاستفهام: ما ومتى وإيان وأين وكيف وأنى وكم وأي وجوابها بتعيين المسؤال عنه.
ما - يسأل بها عن غير العاقل ويطلب بها عن الاسم فيقال ما أسماء إلاسد: فيجاب هزبر وأبو خميس وسبع وأبو فروة.
ب - أو يطلب بها حقيقة المسمى فيسأل ما الشمس مثلاً فيقال هي كوكب وهاج يبعث النور إلى تابعها من الكواكب.
ج - يطلب بها الصفة فيسأل مثلاً ما صفة الليمون مثلاً فيقال أنه حامض وهو أكبر من بيض الدجاج أصفر القشر غالباً ذو قشر سميك وقشره مر والطعم وهكذا.
وقد مر تفصيل (ما) الشارحة والحقيقية فالشارحة يسأل بها ما البشر فيقال الإنسان.
2 - من: وهو للاستفهام عن العقلاء فيقال من القوم فيقال ال فلان ومن الرجل فيقال فلان ابن فلان.
3 - متى: يسأل بها عن تعيين الزمان: الماضي المستقبل.
4 - أيان: هو للزمان عن المستقبل من الزمان مثل يسألونك عن الساعة أيان مرساها} (3). أي أين رست بمعنى متى رسوها أي استقرارها وإحداثها مثل السفينة ترسوا على ضفاف نهر.
5 - كيف: هي استفهام عن تعيين الحال كقوله تعالى [فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ](4).
يخبر عن مشاهد يوم القيامة وشهادة الأنبياء(ع) فيها بصورة السؤال وكقول الشاعر:
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى
ورأى أمير المؤمنين جميل
6 - وأين ويطلب بها تعيين المكان نحو قوله تعالى: [أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ](5).
7 - أنى: وهي للاستفهام عن معاني عديدة مثل قوله تعالى: [فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ](6).
فقد فسروها: كيف ما شئتم تأتون نساءكم
وفسرت من أي وقت شئتم.
وفسرت عن أي مكان من الجسم شئتم.
وفسرت في أي مكان من الأماكن شئتم
وقوله تعالى: [يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا](7).
بمعنى من أين لك هذا الطعام.
8 - وكم: يسأل بها عن عدد مبهم [قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ] وتذكر أيضاً للتكثير في العدد مثل [كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ](8) وقول المرأة لابنها (كم وكم عذبتنا).
تذكر أيضاً لإبهام العدد وكقول القائل: خرجت فعملت كم عمل ورجعت يعني عملت بعض الأعمال.
9 - وأي: للاستفهام يطلب بها تمييز أحد المتشاركين في أمر يعمهما كقوله تعالى: [أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا](9).
ويسأل بها عن الزمان والمكان ويعبر بها عن العقلاء والجمادات والصفات والحال والعدد وكل ما يقصد وهي اسم لأنها تضاف وتجر بحروف الجر وتنون وتعرب وأي تأخذ حكم ما تضاف إليه.
فإن أضيفت إلى العدد فأحكام العدد تصيبها.
وإن أضيفت إلى (ما) أخذت حكمها.
وإن أضيفت إلى متى أو كيف أخذت معانيها ويمكن أن تؤنث فيقال آية امرأة زوجتك؟ وتضاف إلى الظاهر فيقال أي الرجلين كما قال تعالى [فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ](10).

وإلى الضمير أيهما وأيكما وأيكم وأيهم وأينا...


(1) الأنبياء(ع) - 21/80.

 (2)القمر 54/24.

(3) الأعراف 7/187.

(4) النساء 4/41.

(5) الأنعام 6/12.

(6) البقرة 223.

(7) مريم 19.

(8) الدخان 44/25.

(9) مريم 19/37.

(10) الأنعام 6/81.