26 - نفي الشيء بإيجابه

يعني نفي الوصف المتعلق بالموضوع فيوهم ثبوت الذات دون الوصف والمراد ويتبين أن المقصود نفي الذات أيضاً كقوله تعالى [لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ].
الفكر مقبولة وهي أن أهل الجنة ليس لهم تجارة ولا بيع والآية لما نفت إلتهاءهم بالتجارة توهم السامع بأن لهم تجارة ولكنها لا تلهيهم عن ذكر الله لشدة ارتباطهم بالله تعالى بينما المراد في الآية نفي التجارة بالمرة وليس نفي اللهو بها فقط يعني سالبة بإنتفاء الموضوع.
هذا ما زعمه ومثل به البلاغيون ولكنهم خاطئون في تفسير الآية ولذا قال الإمام الصادق(ع) (ما أبعد عقول الرجال عن تفسير القرآن وإن الآية لنزلت أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل)
فإن الآية تثبت لهم التجارة والبيع ولكنها لا تلهيهم عن ذكر الله تعالى وإنها تصفهم في الدنيا وليس تقصد كونهم بالجنة.
كيف وأنت تعرف أن في الجنة لا تكليف بذكر ولا شيء وكيف وأول الآية تقول [يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ....]
وليس في الجنة التقسيم الزمني ولا غدو ولا آصال
نعم هؤلاء الرجال كانوا تجار ولم يتركوا الرسول في خطبته وقد خرج من المسجد غيرهم من الطامعين والرسول صلى الله عليه وآله كان يخطب فنزلت الآية تعرض بهم واصل الفكرة البلاغة مقبولة فإن من الأشعار والخطابات ما يقصد نفي المحمول دون نفي الموضوع وقد يتوهم السامع نفي الموضوع أيضاً أو يقصد الخاطب نفي نفيهما ويتوهم ثبوت الموضوع فلا بد من علامة على المقصود.