5 - الطباق:

هو الجمع بين شيئين متقابلي المعنى وقد يكونان اسمين نحو قوله تعالى [هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ] وقوله تعالى [وتحسبهم أيقاظا وهم رقود](1).
أو فعلين [وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا](2).
وقوله تعالى [ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا].
أو حرفين نحو قوله تعالى [وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ](3).
أو مختلفين نحو قوله تعالى: [وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ].
وقوله تعالى [أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ].
وكان تقابل المعنيين مما يزيد الحسن حسنا والعسل شهداً.
ويسمى الطباق بالمطابقة والتطبيق والتضاد والتكافؤ والتطابق ويعبر عنه أنه يجمع المتكلم بين لفظين يتنافى وجود أحدهما مع الآخر في شيء واحد ومنه يكون تقابل الضدين كالحلو والحامض أو النقيضين كالليل والنهار والزوج والفرد والواجب والحرام والسلب والإيجاب.
أو التضايف كالرب والمربوب والظرف والمظروف والخادم والمخدوم والأم والبنت والأب والابن والظالم والمظلوم.
والطباق ضربان: إيجاب وطباق سلب والإيجاب ما لم يختلف فيه فيه الضدان في الإيجاب والسلب كقوله تعالى [قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ].
وقول الشاعر:

حلو الشمائل وهو مر باسل

 

يحمى الذمار صبيحة الإرهاق.

 

وطباق السلب: هو ما اختلفا بالإيجاب والسلب أو كله بالسلب.
كقوله تعالى [يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ].
وقوله تعالى: [يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا].
وقوله تعالى [قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ] أو أحدهما أمر والآخر نهي نحو: [اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ].
ونحو [فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ].
ومن الطباق ما بني على المضادة تأويلاً بالمعنى نحو:[ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ] فإن التعذيب لا يقابل المغفرة صريحا وإنما بتأويل كونه صادراً عن المؤاخذة التي ضد المغفرة.
أو تخييلاً في اللفظ باعتبار أصل معناه وهو إيهام التضاد نحو قوله تعالى [مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ] أي يقوده فإنه تخيل مقابلة الضلالة وقال يهديه بدلا عن يقوده وهذا يسمى إيهام التضاد.


(1) الكهف 18.

(2) النجم 53.

(3) النساء 4.