أقسام الكناية بحسب المعنى:

الأول: كناية عن صفة: تقول هو ربيب أبي الهول)
كناية عن أنه كتوم السر.
ويعرف ذلك بذكر الموصوف ويقصد الصفة التي فيه أو في غيره.
الثاني: كناية عن الموصوف تقول أبناء النيل) كناية عن المصريين أو أبناء دجلة) عن العراقيين أو أبناء الفرات: تقصد أهل جنوب العراق غالباً أو تقصد الشيعة لما اشتهر الحديث (أن الفرات مهر لفاطمة الزهراء ع).
هو محكم الجيب أوالكم يكنون به عن البخيل.
فالقسم الأول وهي الكناية التي يطلب بها الصفة ما كان المكنى عنه صفة ملازمة لموصوف مذكور وهي نوعان:
أ - قريبة وهي ما كان الانتقال غليها بدون واسطة بين المعنى المنتقل عنه والمنتقل إليه نحو قول الخنساء:

 

رفيع العماد طويل النجاد  

ساد عشيرته أمردا


النجاد هو الحبل الذي به السيف أي سلاح يشد على البدن ورفيع العماد يعين عظيم الشأن عند العرب.
والأمرد من الرماد يعني إذا كان كثير الرماد فهو يطعم كثيراً للضيوف تمدح بذلك أخاه بعد قتله.
ب - وبعيدة: وهي ما يكون الانتقال إلى المطلوب بواسطة أو وسائط نحو فلان كثير الرماد ففيه انتقالات حتى تصل لمعنى الكريم فالرماد بسبب الإحراق والإحراق بسبب نصب القدور للطبخ وكثرة الطبخ يستلزم كثرة الوراد بعد كل ذلك يعني أنه كريم ومضياف والقسم الثاني التي يراد بها الموصوف وهو إما أن يكون معنى واحد كقولهم (موطن الأسرار) كناية عن القلب وكقول الشاعر:

 

فلما شربناها ودب دبيبها  

إلى موطن الأسرار قلت لها قفي.


يعني أن هذا الملعون شرب الإثم حتى إذا أثر في قلبه توقف عن الشرب
وأما مجموع معان كقولك جاءني حي مستوي القامة عريض الأظفار تقصد الإنسان فوصفته بعدة لوازم في أعضائه حتى عرفنا صفته ونحو قول الشاعر:

 

الضاربين بكل أبيض مخذم  

والطاعنين مجامع الأضغان.


الضاربين منصوب بأمدح المضمرة والأبيض السيف.
والمخذم بكسر الميم وفتح الذال القاطع الحاد.
والأضغان: الأحقاد ومجامعهم يعني مجتمعات الأعداء الحاقدين وهي كناية نسبة وليس كناية صفة ولا موصوف.
ويشترط أن تكون الصفات مختصة بالموصوف لتنتقل إليه ولا تتعداه.
القسم الثالث: الكناية التي يراد بها نسبة أمر آخر إثباتا أو نفيا فالمكنى نسبة أسندت إلى ماله اتصال به نحو قول الشاعر:

 

إن السماحة والمروءة والندى  

في قبة ضربت على ابن الحشرج


يعني أن هذه الثلاثة في مكان ابن الحشر فيستلزم أن الصفات ليس للمكان بل هي للمكين نسبت إلى المكان وهي لغير المكان وإنما هي لصاحبه.