التقسيم الثاني للجامع

ينقسم إما باعتبار الطرفين فإنهما إما حسيان أو عقليان وإما المستعار منه حسي والمستعار له عقلي أو بالعكس والجامع بينهما كذلك.
1 - مثال الحسيين والجامع كذلك قوله تعالى [فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ] فالمستعار منه ولد البقرة والمستعار له الحيوان المصوغ من حلي القبط بسبكها بنار السامري وخلطها بتراب أثر فرس جبرئيل ع.
والجامع بينهما الشكل والخوار.
والخوار هو صوت العجل وكل من الجسد والخوار وابن البقرة والمصنوع على شكل كلها مدركة بالحواس السمع والبصر.
2 - ومثال ما كان الطرفان حسيين والجامع عقلي قوله تعالى: [وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ] أي نزيل منه الضوء من الأماكن التي يصيبها الليل وهي نصف الكرة الأرضية فالمستعار منه أعني السلخ وهو كشط الجلد من على حيوان حسي.
والمستعار وهو إزالة الضوء عن مكان الليل وموضع ظلمته أيضاً حسي والجامع لهما من ترتب أمر على آخر بحصوله عقلي كترتب فصل اللحم عن الجسد بالسلخ.
وترتب حصول الظلمة عند إزالة ضوء النهار عن مكان ظلمة الليل ترتب عقلي.
فالاستعارة هي أنه شبه كشف الضوء بكشط الجلد
والجامع ترتب ظهور شيء على شيء في الكل
واستعير لفظ المشبه به وهو السلخ للمشبه وهو كشف الضوء واشتق منه نسلخ بمعنى نكشف على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية
3 - ومثال ما إذا كان الطرفان حسيين والجامع بعضه حسي وبعضه عقلي: قولك: رأيت بدراً يضحك) تقصد شخصاً جميلاً محبوباً مثل البدر في الحسن وعلو القدر.
فالجامع حسن الطلعة حسي وعلو القدر أو المحبوبية عقلي.
4 - ما كان الطرفان عقليين والجامع عقلي
قوله تعالى: [مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا] فإن المستعار منه الرقاد أي النوم: عقلي والمستعار له وهو الموت عقلي والجامع بينهما عدم الحركة عقلي أيضاً.
والاستعارة فيه أنه شبه الموت بالنوم بجامع عدم الحركة في الكل واستعير لفظ المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية وقال بعضهم عدم الحركة في الموت أقوى مع أن شرط الجامع أن يكون هو المستعار منه أقوى فبدل الجامع: البعث الذي هو في النوم أظهر والقرينة على الاستعارة كلام الموتى [هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ] واستعير الرقاد للموت واشتق منه [مرقدنا] اسم مكان بمعنى قبر: اسم مكان والاستعارة تصريحية تبعية.
5 - ومثال ما كان المستعار منه عقلياً والمستعار له حسياً قوله تعالى [إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ]
المستعار له كثرة الماء كثرة مفسدة وهي حسية والمستعار منه التكبر والجامع الاستعلاء المفرط عقليان
والاستعارة هي تشبيه كثرة الماء المفرطة بمعنى الطغيان وهو مجاوزة الحد بجامع الاستعلاء المفرط في الكل.
واستعير اللفظ الطغيان وهو المشبه به للمشبه وهو الكثرة فالاستعارة تصريحية التبعية.
وبالجملة أن التقسيم اللازم هذا:
المستعار منه المستعار له والجامع
1 - حسي حسي حسي كما في الاول (فاخرج لهم عجلاً...)
2 - حسي حسي عقلي كما في الثاني رواية لهم
3 - حسي حسي مختلف بعضه حسي وبعضه عقلي كما في الثالث (رايت بدراً
4 - حسي عقلي مختلف
5 - حسي عقلي حسي
6 - حسي عقلي عقلي
7 - عقلي عقلي عقلي كما في الرابع (من بعثنا من مرقدنا
8 - عقلي عقلي حسي
9 - عقلي عقلي مختلف
10 - عقلي حسي مختلف كما في الخامس (انا لما طغى الماء..)
11 - عقلي حسي حسي
12 - عقلي حسي عقلي