البحث الثامن: المصرحة عنادية ووفاقية

العنادية: هي التي لا يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد لتنافيهما كالاجتماع النور والظلام كما قوله تعالى [أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ] أي ضالا فهديناه.
والوفاقية: هي التي يمكن اجتماعهما لعدم تنافيها كالنور والهدى فالآية في العنادية استعارتان في قوله ميتا شبه الضلال بالموت بجامع ترتب نفي الانتفاع وأستعير الموت للضلال واشتق من الموت معنى الضلال.
والعنادية إما تمليحية أي للظرافة واللطافة كالملح في الطعام أو تهكمية كان يستعمل بوصف خسيس شيئاً شريفاً كان يشير إلى شخص جبان ويقول رأيت أسداً.
وإلى بخيل وشحيح يقول هذا بحر من الكرم
ومن ذلك قوله تعالى [ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ]
وقوله تعالى [فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ].
لأن البشارة تطلق على الوعد بالنجاح والسعادة وليس بالعذاب وكذلك قوله تعالى [فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ].