البحث السابع: تقسيم التشبيه

باعتبار الأدوات ينقسم إلى:

1 - التشبيه المرسل وهو ما ذكر فيه الأداة

كالبيت الشعري:

إنما الدنيا كبيت  

نسجته العنكبوت.

 

2 - المؤكد:

وهو ما حذف فيه الأداة: نحو يسجع سج القمري وقول الشاعر:

وأنت نجم في رفعة وضياء  

تجتليك العيون شرقا ًوغربا.


ومن ماهر التأكيد إضافة المشبه إلى المشبه به كقول الشاعر

والريح تعبث بالغصون وقد جرى  

ذهب الأصيل على لجين الماء.


مشبه الأصيل بالذهب وأكد ذلك بإضافته إليه والأصيل إحمرار الشمس في وقت العصر قبل الغروب واللجين الفضة شبه الماء بها ثم حقق ذلك بإضافتها إليه وكأنه شيء ثابت محقق.
وعموماً كأن الشاعر أراد تعديد ما في الطبيعة من عبث الرياح بأغصان الأشجار ومن احمرار السماء في الأصيل ومن صفاء الماء كالفضة فتمثيل المؤكد أبلغ وأشد وقعا بالنفس لحذف أداته ولإيهامه إن المشبه عين المشبه به.

3 - التشبيه البليغ: وهو بليغ ومقبول لحسنه.

قالوا: أنه كلما كان وجه الشبه قل ظهوره وأحتاج إلى أعمال فكر أشد كان هو أكثر أثراً في النفوس وميلها واهتماها للمثل المعروف: الإنسان حريص على ما منع) وحنين الإنسان وحبه والتصاقه بما قد شق فيه أشد وأكثر من حبه لمن سهل عليه وحصله بيسر وقرب ومن ذلك ما نرى من افتخار العالم الذي قد حصل معلومات يشق على غيره تحصيلها لتعقيدها وصعوبة نيلها أشد وأكثر من افتخار العالم الذي حصل معلومات مبتذلة سهلة المنال والافتخار به.
والحبيب المختفي عنك تشتاق إليه أكثر من الحبيب الذي يعتريك وتعتريه ليل نهار
فالتشبيه البليغ هو ما ذكر فيه الطرفان فقط بحيث أوهم اتحادهما وعدم تفاضلهما فلا يذكر فيه وجه الشبه ولا أداته نحو قول الشاعر:

 

فاقضوا مآربكم عجالاً أنما  

أعماركم سفر من الأسفار


وتقدير الأداة والوجه أن أعماركم كالأسفار في حالة التعجل والانقضاء ونحو قوله:

 

عزماتهم قضب وفيض أكفهم  

سحب وبيض وجوههم أقمار


قضب جمع قضيب: وهو الغصن القوي المستقيم أو العصا كذلك.

فقد مثل العزم به ووجه الشبه معلوم أي أنه قوية ومعتدلة ومثل كرمهم بالفيض الحاصل من الأمطار الغزيرة من السحب المتلبدة والوجه: الكثرة والوفرة. ومثل وجوههم بالأقمار بالبياض والإشراق.