البحث الثاني

من تقسيم المشبه والمشبه به بالإفراد والتركيب وليعلم أن في المنطق المفرد هو الحرف الذي لا جزء له ولا معنى كأحد حروف الهجاء.
ب - الذي له جزء ولا يدل جزؤه على الجزء معناه وإن كان له معنى في نفسه مثل عبد الحسين لأنه اسم شخص فلا يدل جزؤه على بعض أعضائه وفي النحو يعتبر هذا مركباً.
وكذا مثل إن قام زيد فإنها لا تفيد معنى وإن كانت مفرداتها تدل على معانيها المفردة وهو المركب الناقص والمركب ما يسمى في النحو القول وهو الجملة المفيدة من موضوعها ومحمول وكذا في المنطق والنحو وأما في البلاغة ففيه
أ - إما مفردان مطلقان: ضوؤه: مشبه كالشمس مشبه به.
ب - أو مفردان مقيدان: نحو الساعي بغير طائل: مشبه كالراقم على الماء وبغير طائل هو الفائدة والمصلحة فالساعي لا تقع لسعيه كالراقم وهو الواقف على وشالة اجتمعت في الصحراء من المطر
والقيد إما بالإضافة أو الوصف أو المفعول أو الحال أو الظرف وهكذا وهذا قيد المشبه وهو الساعي بالحال (بغير طائل) والمشبه به قيد بالجار والمجرور (على الماء).
ج - أو مختلفان
نحو: ثغرهُ كاللؤلؤ المنظوم
فالمشبه: ثغرة مفرد مطلق.
والمشبه به مفرد مقيد بالوصف
ونحو العين الزرقاء كالسنان
فالمشبه مقيد بالوصف والمشبه به مطلق
د - أو مقيدان تقييداً لم يمكن أفراد أجزائهما
فالمركب يكون من هيئة حاصلة من شيئين أو من أشياء تلاصقت حتى اعتبرها المتكلم شيئاً واحداً وإذا نقص من أحدهما قيد اختل معنى التشبيه كقول الشاعر:

 

كأن سهيلاً والنجوم وراءه

 

صفوف صلاة قام فيها إمامها


فلا يمكن أن تسقط قيداً من القيود
فلو قلنا كأن سهيلا أمام أو كأن النجوم صفوف الصلاة لتغير التشبيه وسقط التشبيه عن الرونق.
ونحو قول الآخر:

كأن أجرام النجوم لوامعا

 

درر نثرن على بساط أزرق


حيث شبه النجوم اللامعة في كبد السماء بدر منتثر على بساط أزرق ولو قيل كأن النجوم درر وكأن السماء بساط أزرق كان التشبيه مقبولاً لكنه قد زال منه التشبيه المقصود للقائل
هـ - أو مفرد يشبه بمركب كقول الخنساء.

أغر أبلج تأتم الهداة به

 

كأنه علم في رأسه نار


الأغر: هو بياض الجبين ويعبر عن الشخص الكريم الطيب الطاهر والغرة هي الجبين.
هـ - وأما مركب يشبه بمفرد: نحو الماء المالح كالسم.
خلاصة القاعدة: أنه متى ركب أحد الطرفين فلا يكون الطرف الآخر مفرد إلا شذوذ بل يكون مركباً أو مفرداً مقيداً ومتى كان تقييد أو تركيب كان الوجه مركباً ضرورة انتزاعه من المركب أو من القيد والمقيد.