البحث الثاني: الأطناب وأقسامه

الأطناب: زيادة اللفظ فيما لا يستحقها في أصل مراده فإن كانت الزيادة مبررة لفائدة مضافة على أصل المطلب فهو البلاغة وإلا فهو خلاف البلاغة ويسمى تطويلا إن كانت الزيادة غير متعينة
ويسمى حشواً إن كانت الزيادة في الكلام متعينة لا يفسد بها المعنى
والزيادة كقول الأبرش:

وقد دث الأديم لراهيشة

 

وألفى قولها كذبا ومينا

 

فالمين والكذب بمعنى واحد.
ولم يتعين أيهما الزائد فهو تطويل لأن العطف بالواو لا يفيد ترتيباً ولا تعقيباً ولا معية مما يقتضي تغير المعنى في سقوط أحدهما.
ومن الحشو قول زهير بن أبي سلمى:

وأعلم علم اليوم والأمس قبله

 

ولكنني عن علم ما في عد عمي


وفيه إعادة العلم لا موجب له وقوله قبله لا وجه له لأن الأمس قبله معلوماً وللأطناب دواعي مصححة له ومنها تثبيت المعنى
وتوضيح المراد
والتوكيد
ودفع الإبهام
وإثارة الحمية
وغير ذلك
وأنواع الأطناب كثيرة منها:
1 - ذكر الخاص بعد العام كقوله تعالى:[ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى] فائدته تخصيص مزيدة للوسطى حتى كأن الوسطى شيء آخر غير الصلاة وهو عند الشيعة هي صلاة الظهر وفي يوم الجمعة تتبدل الصلاة بالجمعة.
2 - ذكر العام بعد الخاص كقوله تعالى: [رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ].
وفائدته شمول بقية الأفراد وكأنه لم يكن ما يذكره يعم ما سبق والاهتمام بالخاص قدمه وخصصه.
3 - الإيضاح بعد الإيهام لتقرير وتمكين الذهن بذكره مرتين مرة على سبيل الإيهام والأخرى توضيح له
كقوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ].
فقد ذكر التجارة ولم نعلم ما سعتها والمقصود أياً منها ثم أبان أنها تجارة العمل بالحق وثمنه رضوان الله في الدنيا والآخرة فهي تجارة معنوية وكذا قوله تعالى: [وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ]. فذلك الأمر لم يظهر معناه حتى فسر ذلك أن دابر هؤلاء مقطوع.
4 - التوشيع: وهو أن يؤتى في آخر الكلام بمثنى مفسر بمفردين فيرى المعنى في صورتين ويخرج من الإبهام إلى التوضيح نحو: العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان.
5 - التكرير وهو ذكر الشيء مرتين أو أكثر وفيه لأغراض
الأول: التأكيد وتقرير المعنى في النفس كقوله تعالى: [كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ].
أي سوف تعلمون ما أنتم عليه من الخطأ في يوم القيامة أو من حوادث الدنيا كظهور الحجة(ع) وقوله تعالى: [فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا] والتكرار في هذه الآية فيه فائدة خاصة فان العسر يعتبر واحداً لانه معرف بال و(يسرا) يعتبر اثنين لانه منكر فمع كل عسر يسرين كما في التفسير وقوله سبحانه [فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ] تنبيه لضعاف الدين وفارغي الدماغ من العقل
إن كثيراً من المجتمع الإسلامي وبفعل تآمر اليهود والنصارى في عدة من قنوات التلفزة الملعونة: صاروا يشككون في حقية القرآن ودقته وبلاغته فأخذوا يرتابون بأساليبه وزعموا تناقضه في أشياء وتكراره في آيات كثيرة وخلاف مراده في أموره وبالجملة فمن تخبطهم بالجهل والعمى ارتابوا بالقرآن.
فزعموا تناقضه فإنه مرة يقول [رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ] وأخرى [رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ] وثالثه [بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ] ومرة يقول أنه إله واحد وأخرى يقول [وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ].
وأما تكراره فهو كثير
وأما طرح خلاف مراده فهو أيضاً كثير ومنها [قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا](1) والمفروض أن تقول أن قاصدا الاعتداء أو أن كنت خائنا وفاسقاً...
والجواب: أولاً مع هذه التشكيكات هو معجز فلو قدروا أن يتكلموا من الكلام الهراء ومن الغث والسمين ليقابلوا القرآن فليفعلوا وأما لا تستطيعوا فهم محجوجين وأنهم جهلة ولا يمكن للجاهل أن ينقد العالم لأنه النقد عليه حيث لم يفهم الكلام ولا يمكن تصويب الناقد غير الصائب وغير المتفهم.
وثانياً: أن هذا الأسلوب جعل القرآن معجزاً ولذا يقول الإمام الصادق(ع) (ما أبعد عقول الرجال عن تفسير القرآن وأن الآية لتنزل أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل...)
وثالثاً: لو رأيت تناقض الكتاب القديم (التوراة) والجديد وهو الإنجيل باسلوب مجموعة من السكارى المتناقضين يدلون بلفظهم وسخافتهم وقصصهم السفيهة وأكاذيبهم العفنة وأساليبهم الصبيانية
ورابعاً: خذ رد بعض ما ارتابوا فيه
فأما مسألة المشرق والمشرقين والمشارق فأنها راجعة للإجمال والتفصيل واختلاف الوجوه الكونية فمن جهة العالم مجموعاً وبالإجمال فإن الشمس تشرق وتغرب على اتباعها في الفلك.
ومن نظر أخرى أنها تشرق على الأرض تشريقاً وتغريباً في الصيف غير مواقع شروقها وغروبها في الشتاء وهذا يشير إلى جهتي الأرض من جانبي خط الاستواء ويشير إلى أن للأرض أوجاً وحضيضاً فشروقها في البعد غير شروقها في قربها.
وأما رب المشارق فإن لكل جرم سماوي له نظام شروق الشمس عليه وغروبها عنه غير نظام وتوقيت وكيفية شروقها على جرم آخر.
فالتفتوا إلى ذلك يا جهلة ونوكى
وأما مسألة: الاه السماء و الاه الأرض فلا يدل على ذاتين ولا تناقض بالكلام فإن مدير التربية مثلاً مرة يقول أنه مدير واحد لمدارس البلاد كلها وأخرى يقول إني مدير لمدارس بغداد ومدير لمدارس الموصل أنا مدير في الموصل والبصرة وبغداد وأما خلاف مراده فقائله لا يملك شيئاً من بلاغة العرب وأساليبهم الأدبية العالية فلو فهم ذلك لقدر في الكلام تقديرات مضمرة وحلل الكلام وأخرج البلاغة والإبداع فيه
فهذه الآية دليل على الأدب في الحوار ولطافة المقابلة والتأدب أمام المخطابين فإنه لا يحسن عند المخاطبة بين المحترمين أن يتوجه بعضهم لبعض بقوله أنت فاسق وجئت للخيانة والتعدي على الأعراض ومريم كانت لم تعرف وجه المقابلة وتوجه القادم إليها ولم تتأكد أنه شرير أو خائن فلو قالت له بالفسق وما شابه لكانت مفترية ظالمة بل لا يسارع بهذا الأسلوب إلا أبناء الشارع وسقطة السفلة ومعلوم أن مريم عليها الصلاة والسلام مؤدبة بآداب الله فأطلقت عليه الظن الإيجابي وتركت السلبي لطرحه وجوابه وفي كلامها جملة مضمرة هكذا [إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ] حيث أخافها (ان كنت تقياً) فلا تفعل ما يضرني ويغمز في شرفي أو فلا تعنفني وتخيفني فهذا الكلام ليس بخلاف المراد أن كنتم تعقلون بالعناء.
وأما دعوى التكرار فإنه لا تكرار في القرآن فأنّ كل لفظ مكرر له موضع من الجملة ويفسر غير ما يفسر في الجملة الأخرى علاوة على ما فيه من جمال الأسلوب أرأيت المغني لما يكرر الكلمات خمسين مرة في الأغنية الواحدة هل يجزع منه السامعون أم يشاركونه الرقص والغناء والتكرار وما شابه
وقد ضربت لك مثال باللعناء والسفلة لينجع في دماغك الكلام وبالإضافة إلى أن بعض الأدمغة كالحجر لم تتوجه ولم تفهم إلا بالتكرار الشديد كالحجر لا ينكسر إلا بعشرين ضربة بالمطرقة الثقيلة ولا يفل لحام الحديد إلا بالحرق مع الضربات المكررة.
الثاني طول الفصل مما يحتاج إلى تكرار الكلام ليتواصل فهم السامع ولا يتحير في ربط الجمل والضمائر فيها
مثل [يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ] فكرر رأيت لجمال الآية وربط الكلام ببعضه
وقول الشاعر:

أن امرأً دامت مواثيق عهده

 

على مثل هذا أنه لكريم


كرر إن للتأكيد والربط
الثالث: قصد الاستيعاب والشمول كما في قوله: قرأت الكتاب فصلاً فصلاً وفتحت الأبواب باباً باباً.
الرابع لزيادة الترغيب كقوله تعالى: [إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ].
فإن العفو والصفح والمغفرة كلمات بمعنى واحد وجا بكلها لزيادة التقريب والترغيب ولكن الحقيقة انها ليست بمعنى واحد.
الخامس: إمالة المخاطب لقبول الخطاب كقوله تعالى: [وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ].
فإن تكرار إن ويا قوم إلزام للنفوس وإقناع.
السادس: بكرامة المخاطب وعظمته كقول الطلقاء للنبي صلى الله عليه وآله (أخ كريم وابن أخ كريم) وكما ورد في زيارة الإمام الحسين(ع) (أشهد أنك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر طهرت وطهرت بك البلاد وطهرت أرض أنت فيها) قد انتقلت من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات...)
السابع: الترديد وهو تكرار اللفظ متعلقا لغير ما تعلق به
نحو: إن السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة والبخيل بعيد عن الله بعيد من الناس بعيد من الجنة
الثامن التلذذ بزيادة ذكر المحبوب

يا حبيب القلوب دمت حبيبا

 

ورغيب النفوس سرت رغيبا


التاسع: الإرشاد إلى الطريقة المثلى كقوله تعالى:[ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى]
العاشر: للتحزين وللتعزية حيث يلزم التطويل والإعادة حتى يؤثر في النفوس.
6 - الاعتراض لفرض يقصده المتكلم وهو أن يأتي بجملة معترضة بين كلام له وذلك لأغراض عديدة
مثال: كالدعاء: كقوله: إني عافاك الله لا زلت مريضاً.
مثال ثاني: الإشارة إلى علة الخبر كقول الشاعر.

إن الثمانين وبلغتها

 

قد أحوجت سمعي إلى ترجمان


فعلة ضعف السمع بلوغ الثمانين
ثالث التنبيه على فضيلة العلم كقول الشاعر

واعلم فعلم المرء ينفعه

 

إن سوف يأتي كل ما قدرا


رابع: التنزيه كقوله تعالى: [وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ].
خامس زيادة التأكيد كقوله تعالى [وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ]
فكرر اللام وكرر والديه وكرر الوهن واعترض بجملة وفصال.
سادس: الاستعطاف كقول الشاعر

وخفوق قلب لو رأيت لهيبه

 

يا جنتي لرأيت فيه جهنما


كرر رأيت واعترض بيا جنتي
سابع: التهويل: [وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ].
ثامن:
7 - فالإيغال وهو ختم الكلام بما يزيد نكتة مهمة في الكلام وقد يتم المعنى بدونها كقول الخنساء

 

وإن صخراً لتأتم الهداة به

 

كأنه علم في رأسه نار


زادت الوصف (في رأسه نار) لتزيد المبالغة
8 - وزيادة الفائدة ونحو قوله تعالى [وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ] فقوله [بِغَيْرِ حِسَابٍ] زاد معنى على أن الرزق ليس محاسب عليه المرزوق.
9 - التذييل وهو الحاق جملاً في آخر الكلام مؤكداً لمنطوق أو لمفهوم ما قبله نحو قوله تعالى: [وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا]
وقوله تعالى: [ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ].
والتذيل قسمان.
قسم يستقل بمعناه لجريانه مجرى المثل لاستقلال معناه واستغنائه عما قبله كقول طرفة:

 

كل خليل قد كنت خاللته

كلكم أروغ من ثعلب

 

لا ترك الله له واضحه

ما اشبه الليلة بالبارحة



فما أشبه... مثل عربي معروف ضربه لتشبيه كل واحد منهم بالآخرين في المراوغة والمخادعة كالثعالب.
والقسم الثاني غير الجاري مجرى الأمثال وغير مستغن عما قبله وعدم استقلاله بإفادة المعنى كقول النابغة.
لم يبق جوادك لي شيئاً أؤمله تركتني أصحب الدنيا بلا أمل
فالشطر الثاني مؤكد للأول وليس هو من الأمثال
10 - الاحتراس ويسمى التكميل وهو كلام يوهم خلاف المقصود الوهم إذ المتكلم يتكلم بما يظن فيه عليه اللوم فيحترس بزيادة كقول طرفة بن العبد.

 

فسقى ديارك غير مفسدها

 

صوب الربيع وديمة تهمي


فقوله غير مفسدها احتراس لاحتمال أن الديمة وهي الغيمة تمطر شديدا فتفسد الزرع.
أو يكون الاحتراس في آخر الكلام كقوله تعالى [ويطمعون الطعام على حبه] ومعناه أما على حب الطعام لشدة الجوع أو على حب الله تعالى.
قالت أعرابية لرجل (أهلك الله كل عدو لك إلا نفسك)
التفاته لطيفة إلى أن النفس عدو للإنسان وأنها لا تدعو على نفس
11 - التتميم وهو زيادة فضلة مثل المفعول أو الحال أو التمييز أو الظرف تزيد المعنى حسناً بحيث كان الكلام ضعيفا كقول ابن المعتز يصف فرساً

 

صببنا عليه ظالمين سياطنا

 

فطارت بها أيد سراع وأرجل


فقوله ظالمين حال من الفاعل وهو زيادة لحسن التعبير وأكماله.
12 - لزيادة تهويل صورة المخيفات وتمكين الأنذار في نفوس المجرمين كقوله تعالى: [فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ]
إذ السقف لا يخر إلا من فوق ولكن زاد من فوقهم التصوير المهول
وبالجملة فإنه يؤتى بالأطناب في الصلح بين العوائل والعشائر والمدح والذم والوعظ والهجاء والتفريح والتخويف والخطابة والتهنئة والتعزية وكتب الحبيب إلى حبيبه
والتوكيد والتمكين كقوله: رأيته بعيني وسمعته بأذني ومسسته بيدي
وقال بعضهم أن الأطناب أرجح من الإيجاز لأن البيان والتوعية لا تتم إلا بالإشباع وخير الكلام أوضحه وأبينه
والإنصاف أن المقامات تختلف فلا إفراط ولا تفريط وخير الكلام ما قل ودل.


(1) مريم 19/18.