حادي عشر: حذف عامل الحال

أ - يمكن حذف العامل في الجواب كما قال في الألفية: وفي جواب كيف زيد قل دنق فزيد استغني عنه إذ عرف
وكقولك جئت ماشياً فتقول بلى مسرعاً
وفي جواب لم تسر تقول بلى مسرعاً أو بل مسرعاً.
قال الله تعالى:[ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ]
وقدروها (بل نجمعها قادرين).
ب - وتحذف وجوباً كقولك: زيد أخوك عطوفا) وهي الحال المؤكدة لمضمون الجملة
أو الحال النائبة مناب الخبر نحو: ضرب زيداً قائماً.
وتوضيح ذلك.
أن عامل الحال على ثلاثة أنواع: نوع يجب ذكره ولا يجوز حذفه وآخر بالعكس وثالث يجوز حذفه وذكره فالأول: فهو العامل المعنوي كالظرف وأسم الإشارة سواء علم أو جهل لأنه ضعيف فلا يجوز تشركه.
والثاني: فقد بيناه آنفاً وهي المؤكدة والحال النائبة مناب الخبر والحال الدالة على زيادة أو نقصان بالتدريج.
ونضيف عليه أن ينوب الحال عن عامله كقولك لمن نام أو اغتسل: بالعافية أو هانئاً ولمن شرب الماء تقول هنيئاً وقول الشاعر هنيئاً مريئاً غير داء مخامر
أو أن يدل الحال على توبيخ كقولك أقاعد والناس في هياج.
وجواز حذفه في خمسة موارد
أ - أن يكون الحال مقصوراً عليه: نحو ما سافرت إلا راكباً.
وما نصرت فلان إلا مستحقاً.
ب - أن يكون نائباً عن عامله كقولك هنيئاً مريئاً يعني أكلت ذلك هنيئاً مريئاً.
ج - أن تتوقف عليه صحة الكلام كقوله سبحانه: [وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ].
أو ما يتوقف عليه مراد المتكلم نحو قوله تعالى: [وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى].
د - أن يكون الحال جواباً كقولك حين تسأل لم تسر تقول بلى مسرعاً.
هـ - أن يكون الحال نائباً عن الخبر نحو قولك ضربي زيداً مسيئاً.
تتمة مما يجب حذف عامل الحال قولهم: اشتريته بدرهم فصاعداً وتصدقت بدينار فنازلاً.
فصاعداً ونازلاً حالان عاملهما (فذهب الثمن صاعداً وذهبت مقدار الصدقة نازلا ً.