البحث الثالث: أن القصر يتم على مراحل

من الاطلاق العام إلى التقييد بكل القيود المرادة فقولك زيد فهو كلام مطلق لم يقصده شيء فهو ليس بفاعل ولا مفعول ولا فضلة ولا معطوف ولا خير ولا شرير وكذا يقوم أو قائم وحدهما والمرحلة الثانية تقييده بفعل فتقصره على جملة فعلية.
أو باسم مرتبط معه ولا يكون هذا الاسم الا معنوي مثل زيد قائم وأما الجامع الذي لا معنى له إلا ذاته فلا يرتبط به إلا بواسطة حروف وأدوات ظاهرة مثل زيد الدار فتكون الواسطة زيد في الدار أو داخل الدار وهكذا.
أو مقدرة مثل زيد أبو عبد الله بتقدير هو
المرحلة الثالثة: تقييد الكلمة من اسم أو فعل المطلقين كما قلنا بالإسناد بأن نجعل للاسم المسند إليه مسندا وبالفعل المسند تجعل معه مسنداً إليه وبعدهما الفضلة من التوابع الأربع من تقييدات كالاستثناء وما شابه مما ذكر ويذكر.
ومعلوم أن المرحلة الأولى أي الكلمة تبحث في علمة اللغة.
والكلام المؤلف من سناد وإسناد إليه يُبحث في علمي النحو والصرف وهو المرحلة الثانية والكلام المؤلف بحسب جماله ومحسناته وتوابعه يبحث في علم البلاغة وهو المرحلة الثالثة:
هذا أولاً.
وثانياً: أن القصر الحقيقي وإضافي
والحقيقي هو ثبات الشيء مقصور على شيء وينفي تلك النسبة عن الغير مثل (لا إله إلا الله) فإن إثبات التوحيد والألوهية لله فقط ونفي كل أحد ذلك.
والإضافي وهو إثبات شيء لشيء ولا ينفي تلك النسبة عن غيره.
قولك الكرم لحاتم فلا ينفي الكرم عن غيره.
وقولك ما زيد إلا مسافر فلا ينفي أحوال زيد الأخرى من كونه متوطناً والكلا وشارب وهكذا ولا ينفي السفر عن الغير فهذا القصر الأحوالي والأفرادي غير حقيقي.