الخامس المفعول معه:

قال في الألفية:

ينصب تالى الواو مفعولاً معه

 

في نحو سيري والطريق مسرعة.


1 - المفعول معه هو الاسم المنصوب بعد واو المعية التي بمعنى مع أي للمصاحبة والعامل الناصب له هو الفاعل أو شبهه.
مثل زيدا سائر والطريق وأعجبني سيرك والطريق.
2 - لابد أن يتقدم عامله على المفعول فلا يقال والنيل سرت ولا سار والنيل زيد.
3 - ويجوز أن ينوب الاستفهام بدل العامل أو العامل يستتر ويكون مضمراً نحو ما أنت وزيداً وكيف أنت ودرية ثمينة والتقدير كيف تكون.
مهمات لا بد من التذكير بها.
أولاً: قد تحذف المفاعيل لأغراض:
1 - التعميم باختصار مثل [وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ].
المقدر المفعول به أي جميع عباده.
2 - تقدم ذكر فلا يعاد كقوله تعالى: [يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ].
3 - العلم به بظاهر الموضوع نحو [يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ] معناه الذنوب.
4 - استهجان الذكر وعيبه كما نسبوا القول لعائشة أنها تحكي عن حالتها مع رسول الله(ص) وآله (ما رأيت منه ولا رأى مني) أي العورة.
5 - تقدير مصدر من الفعل الموجود نحو قوله تعالى: [فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ] أي من شاء الإيمان فليؤمن ومن شاء الكفر فليكفر.
6 - المحافظة على الفواصل بين الآيات وفي الشعر محافظة على الوزن والقافية
نحو [سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى] أي يخشى الله.
وقول المتنبي:

بناها فاعل والقنا يقرع القنا

 

وموج المنايا حولها متلاطم


أي فاعلاها.
7 - تعيين وضوح المفعول نحو رعت الماشية (أي نباتا).
8 - تنزيل المتعدي منزلة اللازم بحيث يجعل المفعول كالمنسي الذي لا حاجة لذكره وذلك لأنه معلوم من مورد الكلام أيضا
قوله تعالى: [هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ].
أي الدين فإن المهم هنا إثبات عدم استواء العلم وأهله مع الجهل وجماعته
فالدين هو المفعول الذي ترك ذكره
و[يعلمون] فعل متعدي وقد عومل معه معاملة اللازم إذ لم يذكر المفعول.
ثانياً: بعض الأمثال والحلول على الإطلاق والتقييد:
1 -

إذا كنت في نعمة فارعها

 

فإن المعاصي تزيل النعم


إن جملة (فأرعها) إنشائية أمرية والمسند إليه مقدر (أنت) محذوف وجوباً وهي مقيده بالمفعول به (ها) لبيان ما وقع عليه الفعل
و(إذا) أداة الشرط لتحقق حصل إزالة النعم بالمعاصي (وإن المعاصي) جملة خبرية من الضرب الثاني والمراد التنبيه والتذكير بالابتعاد عن المعاصي.
والمعاصي مسند إليه وجملة (تزيل) مسند لتقوية الحكم بتكرار الإسناد.
2 - إن اجتهد حسن أكرمته: خبرية فعلية من الضرب الأول إلا إذا كانت مكررة ولم يطع في الأول فأعادها عليه فتكون من الضرب الثاني لأنها لردع المشكك وتنبيهه وحرف الشرط (إن) لعدم تحقق إطاعته ولو تحقق الإطاعة لعبّر بحرف (إذا) وأكرم: هو مسند وحسن مسند إليه.
3 -

وأصابت تلك الربى عين شمس

كلما جال طرفها تترك الناس

 

أورثتها من لونها اصفرارا

سكارى وماهم بسكارا





جملة: أما بث جملة خبرية فعلية من الضرب الأول.
والمراد أصل الفائدة والإخبار وقد ذكر فيها الخبر (أصابت) وقد قدم لإفادة الحدوث في الماضي و (عين شمس) مسند إليه وقد ذكر وأخر لاقتضاء المقام تقديم المسند وأضيف اختصار ومقتضى جمال الجملة.
والمضاف إليه (شمس) قيد بالصفة (أورثتها من لونها) للتخصيص وقيد الحكم بالمفعول به (تلك الربى) لتوضيح ما وقع عليه الفعل
وعرّف المفعول به بالإشارة (تلك) لبيان بعده وقيد المفعول بالبدل (الربى).
لتقدير حاله في نفس السامع (الناس سكارى) وهي الجواب
لأن العبرة من الشرط والمهم فيه جوابه وهي جملة خبرية من الضرب الثاني والمراد بها تفخيم وتهويل على المسند إليه (الناس).
وقد قدم (الناس) على الأصل
وعرف بأل (الناس) للعهد الذهني لأن المراد بهم الذين نظروا إلى تلك الربى والمسند سكارى ذكر وأخره نكر للتهويل
والحكم مقيد تترك لإفادة التحويل.
وتعبير (كلما) لإفادة التكرار والتجديد والحكم مقيد بها لنفي الحال.
4 -

لا تيأسن وكن بالصبر معتصماً

 

لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا


لا تيأسن: إنشائية بالنهي للإرشاد.
المسند لا تيأس مسند والمسند مقدر (أنت)
أيضاً (كن بالصبر) أنت إنشائية أمرية وللإرشاد أيضاً
والمسند إليه الضمير المستتر في كن والمسند (معتصماً)
والحكم مقيد (بالصبر) لبيان ما وقع عليه الفعل وبالأمر كن لإفادة التوقيت بالاستقبال.
وجملة لن تبلغ: خبرية فعليه من الضرب الثاني والمراد بها الحث على الصبر والمسند تبلغ والمسند إليه: أنت.
والحكم مقيد بلا النافية في المستقبل والجار المجرور لبيان غاية الفعل.
5 -

إن الثمانين وبلغتها

 

قد احوجت سمعي إلى ترجمان.



إن: جملة خبرية مؤكدة بإنَّ أسمية من الضرب الثاني والمراد بها إظهار الضعف المسند إليه (الثمانين) والمسند (أحوجت) إني به جملة لتقوية الحكم وزيادة التنبيه وفيه تأكيدات (إنَّ وقد وأنها أسمية.
وجملة (بلغتها) جملة معترضة للدعاء خبرية فعلية من الضرب الأول والمسند إليه (ت) والمسند (بلغ والحكم مقيد بالمفعول به.