البحث 14 - مسألة تعدى الفعل ولزومه

معلوم أن الجملة الفعلية تتكون من فعل وفاعل ومفعول أن كان الفعل متعديا.
إن الفعل إما أن يكون لازماً لا يتعدى إلى المفعول أصلاً ومنها الأفعال الناقصة مثل كان زيد طبيباً وأصبح بكر راعياً وأمست هند زوجة وعسى أحمد أن ينجح وليس ليلى عالمة فإنه لا مفعول في البين وإنما مبتدأ وخبره تصرف فيه الفعل الناقص بالرفع والنصب.
ثانياً: من الفعل اللازم:
وهو الذي لا يتعدى إلى المفعول به إلا بالتضعيف أو بحرف الجر أو بالهمزة يعرف ذلك من الأوزان الفعل فأعلم أن الفعل إما ثلاثي أو رباعي ولا يكون أكثر إلا بالحروف الزائدة على أصل الفعل ويوزن أصل الفعل بقولك فعل أو فعلل.
مثل نصب ودحرج.
وللثلاثي المجرد ستة أوزان.
1 - فعل يفعل بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع وهو يكون متعدياً كضرب يضرب ويكون لازما كجلس يجلس.
2 - بفتح الماضي والضم في المضارع ويكون لازما كقعد يقعد ويكون متعدياً كنصر ينصر.
3 - بفتح الماضي وفتح المضارع هذا لا يكون لازماً مثل قنع يقنع ويكون متعدياً كفتح يفتح.
وهذا يكون عينه أو لامه أحد حروف الحلق الستة التي يجمعها أوائل كلمات البيت:
أخي هاك علماً حازه غير خاسر مثل سأل وقرأ يقرأ وسعل يسعل ونصح ينصح وصبغ يصبغ وصرخ يصرخ.
وشذ ركن يركن لأنه عينه ولامه خال من حروف الحلق.
4 - بالضم في الماضي والمضارع ولا يكون إلا لازما مثل حمر وسمر وصفر وشرف.
5 - بكسر الماضي وفتح المضارع يكون لازما ومتعيداً مثل فهم يفهم الدرس نوعلم يعلم وحسب يحسب حسبانا من باب الظن.
6 - بكسر الماضي والمضارع ويكون لازماً كنعم ينعم نعيماً
ومتعديا كحسب يحسب حساباً
والحروف الزائدة عشرة يجمعها قولهم: سألتمونيها) أو (اليوم تنساه) أو هم يتساءلون وجمع ابن مالك حروفها اربع مرات بقوله:

 

هناء وتسليم وثلا يوم انسه

 

نهاية مسؤول أمان وتسهيل



فللهمزة والسين والتاء استفعل كاستخرج وللهمزة فقط مثل أخرج
وللميم متفعل مثل متدحرج
وللام فعلل مثل
وللواو مثل فوعل
وللنون فعنل مثل قلنس
وللياء فيعل مثل قيصر
وللهاء
وللألف سائل وقاتل ومازح
وقد قلنا أن اللازم هو الذي لا يتعدى إلى المفعول به إلا بالتضعيف مثل شرف بالتشديد أو الهمزة مثل أجلس وأنعم أو بحرف الجر مثل قام بالأمر وجلس بزيد وشرف بصهره وبعض الأفعال يكون مرة لازماً وأخرى متعدياً مثل نصحه ونصح له وشكره وشكر له ودخله ودخل عليه ومن الافعال ما يتعدى إلى واحد فقط كضرب ونصر وقتل ولا يتعدى إلى غيره إلا بالثلاثة كما قلنا لاهمزة مثل أفهم علي الدرس حسناً أو حرف الجر والعطف مثل نقل علي الكتب برفوفها أو مع رفوفها ورفوفها وهكذا.
ومن الأفعال ما يتعدى إلى مفعولين فلا يتعد لأكثر إلا بالأسباب الثلاثة وهي أفعال الظن وأعطى وكسا تقول ظننت زيداً قائماً
وتزيد الهمزة أعلمت زيداً عمراً قائماً.
وظننت زيد عمراً قائما
وظننت زيدا ناقلا لعياله
وتقول أعطيت زيدا جبة
وأعطيت زيداً جبة وقميص
وأعطيت زيداً جبة مع عباءتها أو بعباءتها
ومن الأفعال ما يتعدى لثلاث مفاعيل فلا يتعدى للرابع إلا بالثلاث الهمزة أو التضعيف او حرف الجر كما قلنا كأعلم وأرى ومن حيث أن الهمزة في أوله فلا يصح زيادة همزة أخرى ولا التضعيف وإنما تزيد حرفاً.
فتقول أعلم زيد عمراً العلم نافعاً وتزيد حرف فتقول لشرفه أو لنفسه ومن أوزان الفعل اللازم غير المتعدي منه.
1 - ما دل على طبيعة نحو حر وبرد زيد واستبرد واحتر.
2 - وما دل على سجية نحو شرف وكرم ونهم ولؤم وبخل وشح.
3 - كل فعل على وزن فعلّل نحو اقشعر واطمأن.
4 - كل فعل على وزن فعنلل نحو اقعنسس واحرنجم.
5 - ما دل على نظافة كطهر ونظف.
6 - ما دل على خبث مادي أو معنوي مثل خبث ونجس دنس ووسخ وقذر.
7 - ما دل على عارض نحو أحمر وأصفر ومرض.
8 - ما دل على مطاوعة مثل رددت فارتد وامتد تدحرج
وأما مطاوعة ما يتعدى إلى أكثر من واحد فليس بلازم مثل علمته فتعلم العلم ومطاوعة المتعدي إلى ثلاثة يتعدى إلى اثنين مثل
أريت زيداً عمراً قائماً فرأى عمراً قائماً.