الإجماع على العمل بالخبر:

حكم- ثبت بأجماع علماء جميع مذاهب المسلمين على العمل بالخبر الموثوق وان كان واحداً وشذ السيد المرتضى (قدس نفسه) وقد عالج بعض العلماء هذه الفتوى الشاذة من السيد وانا قد اجبته فيما احسب ان السيد (رحمه الله) لا يستطيع ان يكذب روايات العامة الكاذبة وهو يجتمع بهم فإنه يعتذر برد رواياتهم بقوله انا لا نقبل الاحاد من الاحاديث.
العقل وسيرة العقلاء على العمل بالخير


حكم:- ان الشرع الإسلامي هو الشرع الواسع سعة زمإنه من بعثة الرسول ص واله إلى يوم القيامة وسيشمل مليارات المليارات من البشر وفيه من فروع الإحكام بما لا يعد ولا ينقص عن عشرات الالاف كما روي عن الإمام الصادق(ع) مضمونه (ان في الصلاة اربعة الآف مسألة) هذا في الصلاة فقط وبسبب جهل الامة فقد يَزيد الإحكام وتفريعاتها فهذه الإحكام كيف تحصل رواياتها إذا كان شككنا من عندنا بالروايات الموثوقة واللتي يمكن اصلاح طريقها والعمل بها ؟
هذا خلاف رؤية العقل وخلاف سيرة العقلاء والسيرة موجودة وقد دارت عليها الاسواق والمعاملات بين الناس فإنها قائمة على ادنى خبر من الثقة في كل اصقاع المعمورة.
الثالث: الإجماع


حكم:- الإجماع: هو الاتفاق ممن يعتمد اتفاقهم ومنه المصطلح: اتفاق الفقهاء على حكم في مسألة وهذا حسب النسبة فإن نسب إلى الشيعة فأتفاقهم وان نسب إلى المسلمين... وان نسب إلى العقلاء أو العرف فلهم واعلم ان اصل الاستناد إلى الإجماع بالفقه هم مذاهب العامة لأن الشيعة لا يعترفون في الفقه بغير تحليلات المعصومين واحاديثهم نعم ان استكشفنا من الاتفاق بما فيهم الائمة(ع) فهو كالحديث وزيادة والسنة انما زعموا التمسك بالإجماع لا لزام الناس ببيعة أبي بكر حيث ادعوا إنه تم الإجماع على بيعته وقد رد أمير المؤمنين(ع) هذا الزعم وكذبه بقوله شعراً

فأن كنت بالشورى ملكة أمورهم

 

فكيف بهذا والمثيرون غيب

وأن كنت بالقرى حججت خصيمهم

 

فغيرك أولى بالنبي وأقرب

وانا اقول ان كنتم صدقتم بأعتماد على الإجماع وادعيتم ان الناس يحبونكم ويختارونكم فلماذا تركتم آراء الناس في تخليف عمر ثم عثمان ثم بني امية ومن بعدهم فأرغمتم الناس واخذتم بأكظماهم بالحديد والنار ؟ الا لعن الله الظالمين واستدلوا على حجية الإجماع بالكتاب والسنة ومنها:
أ- ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين [نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا](1) استدلوا في ان مخالف الإجماع مخالف لسبيل المؤمنين تمسك بهذا الشافعي من العامة وهذا استدلال ساذج ورده الغزالي بقوله (الظاهر ان المراد بها ان من يقاتل الرسول ويشاقه ويتبع غير سبيل المؤمنين في مشايعته ونصرته ودفع الاعداء عنه نوله ما تولى فكإنه لم يكتف بترك المشاقة حتى تنضم اليه سبيل المؤمنين من نصرته والذب عنه والانقياد له فيما يأمر وينهى)(2) وكيف كان فلا علاقة للآية بحجية الإجماع وانما الذي يخالف الحق المتبين له وللعيان فإنه يخالف ويشاقق الرسول وينحرف عن سيرة المؤمنين وليس معنى الآية ان من لم يعرف الحق ويتحير ويرى اجماع الناس على شيء يتخرج بذلك عن الجهل ويعتبره علماً ويفتي بحسبه.
ب- اما الروايات فأحاديث ثبتت عن طريقهم ونقل من رجالهم ومنها لا تجتمع امتي على خطأ) جاؤوا بهذا الدليل حتى يزعموا ان خلفاؤهم اجتمعت على مبايعتهم للامة فكل من يصرح بالحق خلافهم فهذا مخالف لأجماع الامة ويجب ردعه وقتاله فأمير المؤمنين حين تأخر عن البيعة هو مشاقف للامة وكذلك فاطمة(ع) حين خالفت الخليفة ولم تبايعه والحسن(ع) وقتال الحسين(ع) وقتله حق ويستحق القتل وكذلك كل الائمة كما اعتزلوا السلاطين الشياطين الملعونين كلهم مخالفون لأمر الرسول(ص) واله لأجتماع الامة على غيرهم وانا اقول لهم ان مروان الحمار كان ولي الله وأمير المؤمنين وولي امر المسلمين ثم لما قتل وتولت حكومة العباسيين اصبح مجرماً وملعوناً ويجوز لعنه بل يجب لإنه خائن للامة واصبح قاتله أمير المؤمنين وولي المسلمين وظل الله رب العالمين وهكذا دواليك كل ثائر لم ينتصر يجب لعنه لإنه خالف اجماع المسلمين وان انتصر وان كان انتصاره بالقسوة واحقر الصورة كأبي العباس السفاح إنه كان يقتل المئات من الناس المجرمين والبريئين ثم يمدهم ويفرش البسط على جثثهم ويجلس وزبانيته عليهم للاكل واللعب وهم يفحصون ويرفسون تحتهم حتى الموت.
قانون: واستدلوا على حجية الإجماع بالدليل العقلي بأن الصحابة إذا اجمعوا على الشيء وهم مجاهدون وعادلون ومخلصون لا تحركهم الاغراض الشخصية وهم تلاميذ مدرسة الرسالة وقد أوصى بهم رسول الله فقال(اصحأبي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) وغير ذلك من الاحاديث الكثيرة فأجماعهم حجة وكذلك التابعين لهم بأحسان كما في الآية(3) ويستحيل ان كل هؤلاء المجمعين على خطأ وان خالف بعض الخارجين على القانون.
اقول: أولاً تلتزم جدلاً إنهم كانوا مخلصين وعالمين وعاقلين ولم يتسلطوا بالقهر والرشوة ولم يظلموا اهل البيت ولم يغصبوا ولم يبطلوا الحدود ولم يبدعوا بالدين... فهل اجتمع كلهم على حكم من الإحكام غير الواردة عن الرسول ولم ترد بالقران ؟ ومن لهم العلم بهذه المسألة؟.
وثانياً- هل في المجمعين علي بن أبي طالب وصي النبي وكنفسه بنص القران؟ وهل فيهم فاطمة الزهراء(ع) بضعة الرسول ص واله والتي رضاها رضى الله ورسوله وسخطها سخط الله ورسوله فإن كان ذلك فنحن نسلم ونستند إلى علم اهل البيت(ع) فقط لأن الله لم يسألنا يوم القيامة الا عنهم [قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى](4)
وهم الذين طهرهم من الزلل كما في القران(5).


(1) النساء 4/115.
(2) اصول المظفر 2/90 عن المستعفي 1/111 للغزالي.
(3) التوبة 9/100.
(4) الشورى 42/23.
(5) الاحزاب 33/33.