الخبر الواحد:

حكم:- استدلوا على العمل به بأدلة ومنها الآيات:
أ- [إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا] فيها مفهوم الوصف ومفهوم الشرط ويمكن ان يعتمد على الوصف من حيث عدم تكثر هذا الوصف وانما هو ثانوي فقط فإذا رفض التوثق بالفاسق فخلافه وهو العادل لا تتبينوا ومعناه القبول بالمطابقة مثل البشر والانسان أو بالملازمة البينة والاقوى من ذلك مفهوم الشرط ولا يقال ان مفهوم الشرط هو ان لم يجئكم لأن سلب الموضوع لا يترقب منه الصدق وعدم التبين فلا تنتج الآية والمنع ليس من وجود النبأ حتى يغير سلب موضوعه وانما المشكل المحمول فيبدل بأشتراط خلافه فمفهومه ان جاءكم عادل فلا تتبينوا.
ب- آية النفر [وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إذا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ](1).


حكم:- هذه جملة خبرية يراد بها الانشاء يعني النهي يتتبع تحفيض على النفر إلى تحصيل العلم وفسرت على احد وجهين إنها تنهى عن النفر إلى الجهاد فاللازم ان يبقى من كل فرقة طائفة عند الرسول ص واله ليتفقهوا بالدين لينذروا المجاهدين إذا رجعوا اليهم والاخر تنفوا ان الناس ينفروا كافة وانما ينفر من فرقة طائفة إلى الرسول ص واله ليرجعوا إلى قومهم وينذرونهم وحسب استفادة الامر دل على وجوب التفقه والانذار وفرض فيه ان ناتج الانذار ان يحذر المنذر من بالفتح وحينئذ فأما ان يكون التحذير يوجب الحذر حقيقة فإن الامر يدل على الوجوب ويجب قبول الخبر الموثوق والا فالتبليغ لغو.
ج- الاحاديث الكثيرة وهي طوائف عديدة: منها في ترجيح الاعدل والاصدق والمشهور ومنها إرجاع السائلين إلى اشخاص وبعينهم من زرارة ويونس بن عبد الرحمن ومنها مثل حديث: واما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم).
ومنها: ما يحث على كتابة الحديث مثل (من حفظ على امتي اربعين حديثاً بعثه الله فقيهاً عالماً يوم القيامة) ومنها حديث(لا عذر لموالينا في التشكيك فيما يروي عنا ثقاتنا) والثقاة ليس هم الثقاة في انفسهم وانما نتوسع في قبول الحديث فنقول ان كل حديث وثق به العلماء العارفون بفنون الحديث وتلقفوه بالقبول والعمل به يجب أن نقبله ونعمل به تبعاً لمن قبلنا من اعلام الامة لأنا قلنا بأن الذي يوثق الحديث ليس فقط السند وان يكون عالياً ورجاله صحاح وان ذلك هو الغآية العليا ولكنها ليست الوحيدة والا لأخفقنا في فروع فقهية كثيرة ومهمة فلم نحصل الادلة عليها وتوجيهها فإن من الموثقات للحديث الاصول العملية والمتن الرفيع الموافق لسيرة اهل ومن المتن النور يعني الذي يخبر بأمور لا يستطيع تفصيلها الا المعصومين(ع) كخطبة البيان حيث ذكر أمير المؤمنين(ع) اسماء اصحاب الإمام الحجة (عج) واماكنهم واحوالهم مع ان الروآية سندها غير معتمد بحسب الصناعة ولذلك رأينا انا نوثق الضعيف بعمل المشهور ولا نضعف الموثوق.


(1) التوبة 9/122.