الترتب:

حكم:- ان كثيراً من الناس يقدمون المهم ولو بترك الاهم ومزاحمة ومن ذلك: ان المجنب أو غيره يغتسل حتى لو فوت غسله وقت الصلاة وكان المفروض ان يتعجل بالتيمم حتى يصلي ثم يغتسل وان الخطيب يخطب على الناس بالامور الحقة أو الباطلة في وقت حتى يفوت على نفسه وجمهوره جميع وقت الصلاة كما رأيت ذلك ان المرأة تصلي النوافل والا دعية أو تعمل اعمالاً غيرها في الوقت الذي كان زوجها راغباً بقربها ومضاجعتها أو كان تعباناً أو مريضاً بحاجة إلى تمريض ورعآية وتدليك وترفيه ان المصلي يصلي في وقت يجب عليه دفع هلاك من غرق أو حرق أو اضراب أو دمار وهكذا بل ان كثيراً من الناس يتوانون ويتباطئون بالمستحبات فيفوتون الوقت عن الواجب بسبب اصل المستحب وبسبب التواني والتباطؤ فيه ونحن ان قلنا بعدم اقتضاء الامر للنهي عن الضد أو ان النهي لا يفسد العبادة كنا في راحة من النقاش ونصحح العبادة مطلقاً وهو الاقرب وان قلنا مع صاحب الجواهر.
واتباعه رحمهم الله جميعا (1) قلنا ان كل هذه الاعمال باطلة وكل شيء يزاحم واجباً اهم يؤثم على ذات الاهم بالاضافة على اثمه بترك الاهم وقالوا باستحالة الأمر بالضدين في آن واحد فيقول المولى للعبد اصعد انزل سود بيض افتح اغلق قم اقعد ورد عليه لأن قوله ان الامر بالضدين في آن واحد فيه مغالطة لأن القول في آن واحد لم يرجع إلى الضدين حتى يستحيل وانما يرجع إلى الامر يعني لم يكن المولى امر بفعل الضدين في آن واحد وانما امر بشيئين والمكلف زاحم احدهما بالاخر واختار ان يفعل المهم منهما في وقت مزاحم للاهم وعصيان المكلف بتقديم المهم لا يسقط محبوبيه وملاك هذا المهم المزاحم للاهم فلا يرفع المولى عن طلب المهم بسبب مزاحمة طلبه للاهم فإذا كان باق على الطلب والرغبة فلا يبطله مزاحمته للاهم.


(1) مع الاعتذار من هؤلاء الاعلام قدس الله ارواحهم فأن هؤلاء الاعلام كصاحب الحواهر والشيخ الانصاري والاخوند والنائيني انهم تشددوا بفتاواهم خصوصاً حين يعتمدون على الاصول الفلسفية التي عقدوها واحدثوا في الحوزات العلمية المتأخرة فتاوى متشددة وسترى في كتابنا هذا كثيراً من رد هذا الاسلوب في تحليل امور الدين واتمنى من المحتهدين الحاليين والمقبلين ان يحددوا النظر في الفقه ويهونوا الاحكام على الناس حتى يرحع الينا شعبنا ونحفظ ابناءنا بدل ان ننفرهم.