حكم اسباب حكم العقل بالحسن أو القبح:

أ- ان يدرك العقل ان هذا الشيء كمال للنفس أو نقص لها فيرفعه للعمل الحسن ويزجره عن القبيح وهذا الادراك اما في واقعة جزئية وبدافع مصلحة شخصية فهو لم يكن بنظرة عقلية وانما بأمر عاطفي أو طمع نفسي ولا يتتبع من العقلاء مدحاً ان نظر صاحب المصلحة حسنة ولا ذماً إذا استقبحه بل ربما بالعكس عن نظرته.
ب- ان يكون الادراك الامر كلي والناظر العقلاء وتطابقوا عليه ويسمى: الاراء المحمودة والتأديبات الصلاحية وهي من القضايا المشهورة المقررة في الجزء الثالث في منطق المظفر في مبادء القياسات أو مواد الاقيسة وذلك كالعلم والشجاعة والرحمة والكرم.. ونتيجة الحسن والقبح عند العقلاء والعقل معنا استحقاق المدح والذم وجزاؤه.
ج- السبب الخلق الانساني:(1) أي ان عادات الناس الحب والمدح لفاعل الخير والبغض والذم لفاعل السوء وهذا طبيعي مما يدل على عدم القسر من شيء شاذ ولا ضغوط في ظالم.
د- الانفعال النفساني
مثل الرقة والشفقة والرحمة والحياء والحمية والغيرة العامة من الناس الطبيعيين فإن الناس يمدحون الرحيم والعاطف على الفقير واليتيم ويقبح تعذيب اليتيم والضعيف وضرب الحيوان الضعيف هذا إذا لم يكن من قبل اناس مبالغون بالعطف والرقة اكثر من الطبيعي.
هـ- العادات العامة بين الناس والتي بعضها مؤيدة شرعاً وعقلاً وبعضها مخالفة أو معافة عند الشرعيين والعقلاء وهذه ليست معتبرة ما لم تتكامل شروط التحسين والتقبيح فيها وهذا يسمى بالعاديات الاجتماعية.


(1) ذكر هذا القسم الشيخ المظفر في اصوله 1/208 وفي منطقه 3/20.