تفصيل التحسين والتقبيح العقليين:

حكم: نقل القوشجي(1).
حاكياً آراء العامة من الاشعرية إنه لا حكم للعقل الحكم والحسن والقبح بيد الشرع فله ان يحسن ما رآه العقلاء قبيحاً ويقبح ما رآه العقلاء حسناً وقال العدلية وهم الشيعة قيل والمعتزلة ان للافعال قيماً ذاتية عند العقل بقطع النظر عن حكم الشرع وان الشارع لا يأمر الا بما حسن عند العقلاء ولا ينهى الا ما هو قبيح في نفسه فالصدق والتوادد وحسن الخلق والعطف والرحمة وعمل الخير والصلاح والاصلاح حسن ولذلك امر الله به والفساد والظلم والعدأوة والافساد قبيح ولذلك نهى الله عنه.


حكم: معنى الحسن والقبح على وجوه:
أ- قد يراد بهما الكمال والنقص مثل العلم والتعلم حسن ويقابله الجهل والتجاهل قبيح.
ب- بمعنى الملائمة للنفس والمنافرة هذا المنظر أو هذه الرائحة أو هذا المذاق أو هذا الصوت المسموع حسن ولطيف والملمس لين ولطيف وحسن وملائم للنفوس وهذا الكذا.. قبيح ومنفر للنفس ومقزز للروح وهذان ليس للاشاعرة ولا لغيرهم نزاع في ادراكه وتحسينه وتقبيحه.
ج- بمعنى ما يوجب المدح والذم وهذا وصف للافعال الاختيارية فالقهرية لا مدح لها ولا ذم وهذا موضع النزاع بيننا وبين العامة.
تنبيه: ان المدار في التحسين والتقبيح عند صلحاء الناس ومتكاملي العقول وطبيعيي السيرة وليس المدار على الزناة والسكارى والمدخنين والمضطربين والعاشقين وسفلة الازقة وسقطة العامة وغير الطبيعيين في السيرة والتصرف فهؤلاء انظارهم في بطونهم وفروجهم وادبارهم وليس بخالقهم ودينهم ويشاد مجتمعهم وهؤلاء كما يقول المشهور(لو قيل للنملة كيف ربك لقالت له قرون) وحكمه ذلك ان الخبر الذي قوله واحاسيسه نابعة من العقل الاصيل غير المشوش بالشرور الشيطانية فهو لسان العقل المطلوب حكمه واما الافكار المشوهة والمنحرفة فلسإنها مخالف للعقل ولا يعتمد عليه.


(1) اصول المظفر 1/199. عن شرح التجريد للقوشجي.