المقدمة الثالثة: الانصراف:

حكم كل نص في القرآن أو الحديث الشريف أو فتوى عالم لا بد إنه ينصرف إليه يشمل أموراً وينصرف عنه أمور أخرى بسبب قرينة حالية أو مقالية فيجب على المكلف أن يفهم ذلك مثلا قوله تعالى [فَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إلى الْكَعْبَينِ] فلفظ الباء يعرف المسح بكل الرأس (أن الباء للتبعيض فعمل العامة بمسح كل الرأس ويزيدون مسح الرقبة هو مخالف للقرآن والحديث الوارد عندهم كاذب مبتدع وكذلك ينصرف اطلاق المسح بحسب تقييده إلى الكعبين يدل المسح ببعض القدمين وليس كل الرجلين ولا تحت القدم لأن الكعب هو ظاهر القدم وليس تحت القدم كعب والنتوءات التي تحت القدم ليس هي بكعوب فغسل كل القدم أو مسح الأحذية مخالف للقرآن والحديث الوارد عند العامة كاذب مبتدع وأيضا أن مسح الرأس وعلى القدم بباطن الكف حسب المتيقن بقرينة السيرة وبعض الأحاديث المنصرف إليه أطلاق الرآية.