مقدمة الدورة الفقهية الموسعة: بعض علل الاحكام

قبل الدخول في تفصيل أحكام الصلاة لابأس من بيان بعض علل في الطهارة والصلاة اتماماً للفائدة.
[حكم -173] ان العلل التي من اجلها وجب الواجب وحرم الحرام واستحب المستحب وكره المكروه وأبيح المباح ليس بايدينا وخصوصا علل الصلاة ومقدماتها واجزاؤها وإنما نسميها عللا مجازا لأن العلة هي ما يدور مدارها الحكم سلبا وايجابا والتوجيه الذي سنذكر حكمة الشيء وحجج عرفية اقناعية لا يدور مدارها الحكم وبعضه مأخوذ من الأدلة الشرعية التي وردت تشجيعا للناس للتمسك بالدين وبعضها نستطرده من قرائن ونظائر ظنية احتماليو ولا مانع منه لأنه يوجب تشجيعاً للبشر على الطاعة والعبادة.
[حكم -174] اسباب وعلل جعل الله الماء طهورا:

أ - مساواته للارض فعن الصادق(ع) (ان الله جعل التراب طهورا كما جعل الماء طهورا).

ب - للتسهيل على الامة فعن الصادق(ع) (كان بنو اسرائيل اذا اصاب احدهم قطرة بول قرضضوا لحومهم بالمقاريض وقد وسع عليكم باوسع ما بين السماء والارض وجعل لكم الماء طهوراً فانظروا كيف تكونوا) ب1ج4 ماء الوسائل.

ج - رقته وامكان نقاوة المتنجس به.

[حكم -175] علة عدم نجاسة الكر والجاري:
وهي كونه واسعا على مقادير النجاسة وله مادة بالمقدار الذي يستولي فيه على المنتجس وينقيه.

 

[حكم -176] اسباب كراهة الماء الساخن بالشمس:
هو ان شعاع الشمس يحدث بعض الامراض مثل البرص وغيره من الامراض الجلدية وغيرها.

 

[حكم -177] علة نجاسة وخبث الغائط:
عن الباقر(ع) سألته عن الغائط فقال (تصغيرا لأبن آدم لكيلا يتكبر وهويحمل الغائط) وعن سبب خبث الغائط ونتنه ان ادم قبل ان ينفخ في الروح كان ابليس يدخل في فمه ويخرج من دبره فلذلك صار ما في جوف ادم منتنا خبيثا غير طيب) ب183 علل الصدوق. عبر عن الجراثيم والاوساخ التي يحملها الغائط بابليس الرجيم لعنه الله ليعوف الشخص الحالة لتي يكون عليها حين التغوط فيتوضأ عنها قبل ان يقف امام مولاه سبحانه وتعالى وعلة كراهة التكلم في بيت الخلاء انه موجب لعسر الهضم وعن الامام الصادق(ع)(لاتتكلم على الخلاء فان في التكلم على الخلاء لم تقض حاجته) ب20.

 

[حكم -178] علة الوضوء:
عن الباقر(ع) (انما الوضوء حد من حدود الله ليعلم الله من يطيعه ومن يعصيه وان المؤمن لا ينجسه شيء) ب148 وانما يكفيه مثل الدهن ب1.
وعلة التوضأ مما يخرج دون ما يدخل قول ابن عباس (قال رسول الله(ص) واله توضأ ما يخرج ولا تتوضأ مما يدخل فانه يدخل طيبا ويخرج خبيثا وعلة الوضوء قبل الطعام وبعده عن الامام الصادق(ع) (...يذهبان الفقر).

 

[حكم -179] علة كيفية الوضوء والتيمم:
قال زرارة قلت لأبي جعفر(ع) ألا تخبرني من اين علمت وقلت أن المسح ببعض الرأس زبعض الرجلين؟ فضحك ثم قال: يا زرارة قاله رسول الله(ص) واله ونزل به الكتاب من الله لأن الله عز وجل يقول فاغسلوا وجوهكم فعرفنا ان الوجه كله ينبغي له ان يغسل ثم قال: وايديكم الى المرافق ثم فصل الكلامين فقال وامسحوا برؤوسكم فعرفنا حين قال برؤوسكم ان المسح ببعض الرأس لمكان الباء ثم وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه فقال وارجلكم الى الكعبين فعرفنا حين وصلها بالرأس ان المسح على بعضها ثم فسر ذلك رسول الله(ص) للناس فضيعوه ثم قال فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم فلما وضع عمن لم يجد الماء اثبت مكان الغسل مسحا لأنه بوجوهكم ثم وصل لها بايديكم ثم قال إعلم ان ذلك اجمع لم يجز على الوجه لانه يعلق من ذلك الصعيد ببعض... الكف ولا يعلق ببعضها ثم قال تعالى: [مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ] والحرج الضيق ب 19 علل.

 

[حكم -180] علة توضي الاعضاء الاربعة:
[حكم -181] جاء نفر من اليهود الى رسول الله(ص) يسألونه عن مسائل فكان فيما سألوه اخبرنا يا محمد لأي علة توضا هذه الجوارح الاربعة وهي انظف مواضع في الجسد؟ فقال النبي(ص) لما ان وسوس الشيطان الى آدم دنا من الشجرة ونظر اليها ذهب ماء وجهه ثم قام ومشى اليها هي أول قدم مشت الى الخطيئة ثم تناول بيده مما عليها فاكل فطار الحلي والحلل عن جسده فوضع ادم يده على رأسه وبكى فلما تاب الله عليه وعلى ذريته غسل هذه الجوارح الاربع وامره بغسل الوجه لما نظر الى الشجرة وامره بغسل اليدين الى المرفقين لما تناول منها وامره بمسح الرأس لما وضع يده على ام رأسه وامره بمسح القدمين لما مشى بهما الى الخطيئة) ب191علل.
وعن الامام الرضا(ع) ان علة الوضوء التي من اجلها صار غسل الوجه ولذراعين ومسح الرأس والرجلين فلقيامه بين يدي الله تعالى واستقباله اياه بجوارحه الظاهرة وملاقاته بها كرام الكاتبين فسل الوجه للسجود والخضوع وغسل اليدين ليقلبهما ويرغب بهما ويرهب ويتبتل ومسح الرأس والقدمين لأنهما ظاهران مكشوفان مستقبل بهما في كل حالاته وليس فيها من الخضوع والتبتل ما في الوجه والذراعين.

 

[حكم -182] علة مسح الراس والرجلين وعدم غسلهما:
في الفقيه قال قال الامام الصادق(ع): (ان الرجل ليعبد الله اربعين سنة وما يطيعه في الوضوء لأنه يغسل ما امر الله بمسحه)
وعن النبي(ص) واله قوله للاعرابي: اما انت يا اخا ثقيف فانك جئتني تسألني عن وضؤك وصلاتك ماالك في ذلك من الخير: اما وضوؤك فانك اذا وضعت يدك في انائك ثم قلت بسم الله تناثرت منها ما اكتسبت من الذنوب فاذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرهما وفوك فاذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك فاذا مسحت رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت اليها على قدميك فهذا لك في وضوؤك) الوسائل 25/16 الوضوء

 

[حكم -183] علة التسمية في الوضوء:
قال الفقيه: وروي من توضأ فذكر اسم الله طهر جميع جسده وكان الوضوء الى الوضوء كفارة لما بينهما من الذنوب ومن لم يسم لم يطهر من جسده الا ما اصابه الماء) الوسائل ب26 ج8 الوضوء.

 

[حكم -184] علة الوضوء:
ثم قال لي ربي يا محمد مد يدك فيتلقاك ماء يسيل من ساق العرش الايمن فنزل الماء فتلقيته باليمن فمن اجل ذلك صار اول الوضوء باليمين ثم قال: يا محمد خذ ذلك الماء فاغسل به وجهك وعلمه غسل الوجخه، فانك تريد ان تنظر الى عظمتي وانت كطاهر ثم اغسل راعيك اليمين واليسار من الماء وعلمه ذلك فانك تريد ان تتلقى بيديك كلامي وامسح بفضل ما في يديك من الماء رأسك ورجليك الى كعبيك وعلمه المسح برأسه ورجليه وقال: اني اريد ان امسح رأسك وابارك عليك فاما المسح على رجليك فاني اريد ان اوطئك موطئا لم يطأه احد من قبلك ولا يطأه احد غيرك فهذه علة الوضوء)

 

- علة فتح العيون عند الوضوء:
[حكم -185] وعن النبي: (افتحوا عيونكم عند الوضوء لعلها لا ترى نار جهنم وعلة استحباب صفق الوجه بالماء في بعض الحالات عن الصادق(ع) (اذا توضأ الرجل فليصفق وجهه بالماء فانه ان كان ناعسا فزع واستيقظ وإن كان البرد فزع لم يجد البرد) ب193 علل وعلة استحباب التسمية قبل الوضوء عن الصادق(ع) (يا أبا محمد من توضأ فذكر اسم الله طهر جميع جسده وكان الوضوء الى الوضوء كفارة بينهما لما عمله من الذنوب ومن لم يسم لم يطهر من جسده الا ما اصابه الماء).

 

- علة الغسل للجنابة وعدمه للحدث الكبر: عن الرضا(ع)
[حكم -186] علة غسل الجنابة للنظافة وتطهير الانسان نفسه مما أصابه من أذى وتطهير سائر جسده لأن الجنابة خارجة من كل جسده فلذلك وجب عليه تطهير جسده كله وعلة التخفيض في البول والغائط لأنه اكثر وادوم من الجنابة فرضي فيه بالوضوء لكثرته ومشقته ومجيئه بغير ارادة ولا شهوة والجنابة لا تكون الا بالاستلذاذ والشهوة منهم ولاكراه فيها) ب195علل.

 

- استحباب كون الوضوء دائمي للمؤمن:

[حكم -187] استحباب كون الوضوء دائمي للمؤمن
عن امير المؤمنين(ع) (لاينام المسلم وهو جنب ولا ينام الا على طهور فان لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد فان روح المؤمن تروح الى الله تعالى فيلقيها ويبارك عليها فان كان اجلها قد حضر جعلها في مكنون رحمته وان لم يكن اجلها قد حضر بعث بها امنائه من الملائكة فيردوها اليه)
وفي حديث اخر مضمونه (من نام على طهور نام ومرقده مسجده يقيض الله ملائكة يعبدونه حتى الصباح وثواب العبادة لذلك الراقد).

 

- استحباب النوم على طهور والصوم ثلاثة ايام في كل شهر وقراءة التوحيد ثلاث مرات في كل يوم:

[حكم -188] استحباب النوم على طهور والصوم ثلاثة ايام في كل شهر وقراءة التوحيد ثلاث مرات في كل يوم
عن النبي(ص) واله ما مضمونه انه سأل الاصحاب من منكم من يقوم الليل كله؟ قال سلمان(ع) انا يارسول الله. فقال من منكم يصوم الدهر كله؟ قال سلمان انا يا رسول الله، فقال من منكم من يختم القرآن في كل يوم؟ قال سلمان ان يارسول الله، فقام عمر وقال يارسول الله ان هذا العجمي ليكذب انه يقول يقوم الليل كله ونحن نراه ينام في الليل ويقول انه يصوم الدهر كله ونحن نراه يأكل في النهار ويقول يختم القرآن في كل يوم ونحن نراه ساكتا او يتكلم بغير القرآن. فقال النبي(ص): اين أنت من لقمان الحكيم ينبؤك عما يقول فقال يا سلمان كيف تقول انك تقوم الليل كله فقال اني سمعت حبيبي رسول الله(ص)  يقول من نام على طهور نام ومرقده مسجده يقيض الله ملائكة يعبدونه حتى الصباح وثواب تلك العبادة لذلك الراقد فقال كيف تقول انك تصوم الدهر كله فقال اني سمعت حبيبي رسول الله(ص)  يقول من صام في كل شهر ثلاثة ايام فقد صام الشهر كله وسمعت الله تعالى يقول [مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا] وانا اصوم في كل شهر ثلاثة ايام واصل رجب وشعبان برمضان فانا اصوم الدهر كله.
قال كيف تقول انك تختم القرآن في كل يوم فقال سمعت رسول الله(ص)  يقول لعلي لبن ابي طالب(ع) يا علي مثلك مثل سورة قل هو الله احد من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثا فكأنما ختم القرآن كله وانت يا علي من احبك بقلبه فقد احرز ثلث الايمان ومن احبك بقلبه ولسانه فقد احرز ثلي الايمان ومن احبك بقلبه ولسانه وجوارحه فقد احرز الايمان كله)
وعن النبي(ص) قال من نام متوضأ كان فراشه له مسجدا ونومه له صلاة حتى يصبح ومن نام على غير وضوء كان فراشه له قبرا وكان كالجيفة حتى يصبح)(1)

 

- علة استحباب غسل الجمعة:
[حكم -189] عن الصادق(ع) (كانت الانصار تعمل في نواضحها وامواهها فاذا كان يوم الجمعة جاؤوا فتأذى بارواح آباطهم واجسادهم فأمرهم رسول الله(ص) بالغسل يوم الجمعة فجرت بذلك السنة).

 

- علة استحباب مطلق الغسل وخصوصا في الايام المحترمة:
[حكم -190] عن الرضا(ع) علة غسل العيدين والجمعة وغير ذلك من الاغسال لما فيه من تعظيم العبد ربه واستقباله الكريم الجليل وطلبه المغفرة لذنوبه وليكون لهم عيد معروف يجتمعون فيه على ذكر الله فجعل منه الغسل تعظيما لذلك اليوم وتفضيلا له على سائر الايام وزيادة في النوافل والعبادة وليكون ذلك طهارة له من الجمعة الى الجمعة 9ب203 علل.

 

- الرجل يعيد الغسل بخروج المني دون المرأة:
[حكم -191] عن الصادق(ع) قال سألته عن رجل اجنب فاغتسل قبل ان يبول فخرج منه شيء قال: يعيد الغسل قلت: فامرأة يخرج منها شيء بعد الغسل قال: لا تعيد قلت فما الفرق بينهما؟ قال: لأن ما خرج من المرأة انما هو من ماء الرجل) ب210ب212 علل.

 

- نوادر مهمة:
[حكم -192] عن الامام الصادق(ع) ان الرجل ليعبد الله اربعين سنة وما يطيعه في الوضوء وعن الامام الصادق(ع) يأتي على الرجل ستون او سبعون سنة ما يقبل الله منه صلاة قال قلت فكيف ذلك؟ قال لأنه يغسل ما امر الله بمسحه) يعني يغسل الرجل وقد امر الله في القرآن بمسحها.

 

- بعض اداب الحمام:
[حكم -193] عن الامام الصادق(ع) (اياك والاضطجاع في الحمام فانه يذيب شحم الكليتين واياك والاستلقاء على القفا في الحمام فانه يورث داء الدبيلة(2) واياك والتمشيط في الحمام فانه يورث وباء الشعر وايك والسواك في الحمام فانه يورث وباء الاسنان واياك ان تغسل رأسك بالطين – طين مصر – فانه يسمج الوجه واياك ان تدلك رأسك ووجهك بميزر فانه يذهب بماء الوجه واياك ان تدلك تحت قدمك بالخزف فانه يورث البرص واياك ان تغتسل من غسالة الحمام ففيها يجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا اهل البيت وهو شرهم فان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقا انجس من الكلب وان الناصب لنا اهل البيت انجس منه) ب220 علل.
 

- علة قضاء الحائض الصوم دون الصلاة:
[حكم -194] عن ابي بصير (سألت ابا عبد الله(ع) ما بال الحيض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قال لأن الصوم انما هو في السنة شهر والصلاة في كل يوم وليلة فأوجب الله عليها قضاء الصوم ولم يوجب عليها قضاء الصلاة لذلك.

 

- علة قضاء الحائض الصوم دون الصلاة:
[حكم -195] عن ابي بصير (سألت ابا عبد الله(ع) ما بال الحايض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قال: لأن الصوم انما هو في السنة شهر والصلاة في كل يوم وليلة فأوجب الله عليها قضاء الصوم ولم يوجب عليها قضاء الصلاة.

 

- علة توجيه الميت للقبلة ب234علل:
[حكم -196] (دخل رسول الله(ص) على رجل من ولد عبد المطلب عن علي(ع) فاذا هو في السوق بفتح السين أي في نزع الروح وقد وجه الى غيرالقبلة قال وجهوه الى القبلة فانك اذا فعلتم ذلك اقبلت عليه الملائكة واقبل الله عليه بوجهه فلم يزل كذلك حتى يقبض)
 

- علة جعل جريدة للميت أي خشبة رطبة:
[حكم -197] عن زرارة عن ابي جعفر(ع) قلت له أرأيت الميت اذا مات لم يجعل معه عودا رطبا فقال انه يرفع الحساب ما دام العود رطبا انما الحساب والعذاب كله في يوم واحد وفي ساعة واحدة قدر ما يدخل القبر ويرجع الناس عنه انما جعل السعفتان لذلك ولا عذاب ولا حساب بعد جفافهما ان شاء الله) ب243علل.

 

- علة التكبير على الميت خمس تكبيرات:
[حكم -198] عن الصادق(ع) (أخذت الخمس من الخمس صلوات من كل صلا ة تكبيرة ب244 كما ان اركان الاسلام خمسة وهي الصلاة والصوم والحج والزكاة وولاية النبي وأهل بيته عليهم السلام ولعل العامة تركوا التكبيرة الخامسة لدفع الالتزام بالولاية).

 

- علة دمع عين الميت عند الموت:
[حكم -199] عن يحي بن سابور (سمعت أبا عبد الله(ع) يقول الميت تدمع عينه عند الموت فقال ذلك عند معاينة رسول الله(ص) يرى ما يسره قال ثم قال: ترى الرجل يرى ما يسره فتدمع عيناه ويضحك).

 

- اسباب وانواع عذاب القبر:
[حكم -200] عن الصادق(ع) (أقعد رجل من الاحبار في قبره فقيل له انا جالدوك مئة جلدة من عذاب الله فقال لا اطيقها فلم يفعلوا حتى انتهوا الى جلدة واحدة فقالوا ليس منها بد قال فيماتجلدونني؟ قالوا نجلدك لأنك صليت يومتا ولم تحسن الوضوء ومررت على ضعيف فلم تنصره قال فجلدوه جلدة من عذاب الله تعالى فامتلأ قبره نارا) ب262علل.
وعن علي(ع) عذاب الرجل من النميمة والبول وعزب الرجل عن اهله.
وعنه عن آبائه(ع) قال رسول الله(ص) ضغطة القبر للمؤمن كفارة لما كان منه من تضييع النعم.
وعنه عن النبي(ص) (... ان سعدا قد اصابته ضمة قال فقال(ص) نعم انه كان في خلقه مع اهله سوء) نستجير بالله من غضبه.

 

- علة الصلاة وبقية العبادات:
[حكم -201] ان العبادات في دين الاسلام ومنها في الصلاة لم تفرض كحركات روتينية جافة زطقوس قشرية لا لباب فيها ككطقوس الكفار المعتوهين الذين يتقربون الى حجر او شجر او انسان او مأكول وغيره بتخشعات سخيفة وقربات تافهة وحركات ماجنة ما وراءها الاضعف العقل والتحجر والحمق. بينما عباداتنا مصلحة للنفوس مهذبة للأخلاق مطهرة من الرذائل وموجبة لتحلي بالفضائل ولها اسرار وعلل قد توصلنا لبعضها وادركنا مصالحها ومنافعها وجهلنا بعضها سرا مكنونا عند الله تعالى ورسله واوليائه.
ولذلك ترى الملسمين الأوائل من اصحاب النبي والائمة(ع) حين اخلصوا النية وعبدوا الله حق عبادته وجاهدوا في سبيل الله اعداؤه غزو العالم من الكفار وغيرهم وانتصروا على اعتى الاعداء واشد حكومات الكفر وهدوا الامم الى الدين القويم.
وكاد الاسلام ان يغزو جميع المعمورة والعكس بالعكس حين اغرقنا في حب الدنيا وضعف اخلا صنا لديننا وتجاهلنا عباداتنا وتبعنا الغرب الكافروالشرق الملحد بأزيائهما وسوء عاداتهما ومنحرف اخلاقهما وعقيدتهما ومن اجل ذلك تسلط على بلداننا العملاء وانزاح الايمان وحل الكفر في رقع كبيرة من بلاد المسلمين وصدق رسول الله(ص) حيث يقول: كيف بكم اذا تداعت عليكم الامم كتداعي الاكلة على قصعتها؟ قالوا افي قلة منا يا رسول الله؟ قال(ص) قال لا فانكم لكثيرون ولكنكم غثاء كغثاء السيل.
وهذا من اسرار فرض الصلاة ولزوم الخشوع فيها
ومن علل فرض الصلاة قوله تعالى: [إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا]
[إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ] العنكبوت45.
[حكم -202] وعن الامام الرضا(ع)
ان علة الصلاة انها اقرار بالبوبية لله عز وجل وخلع الانداد وقيام بين يدي الجبار جل جلاله بالذل والمسكنة والخضوع والاعتراف والطلب للاقالة من سالف الذنوب ووضع الوجه على الارض كل يوم اعظاما لله عز وجل بالليل والنهار لئلا ينسى سيده ومدبره وخالقه فيبطر ويطغي ويكون في ذكره لربه وقيامه بين يديه زجرا له عن المعاصي ومانعا له عن انواع الفساد) وسائل الشيعة ب1ج7 اعداد الفرائض.
وفي حديث اخر بانها هي صلة بين العبد وربه ففي الحديث مضمونه (اذا اردت ان تخاطب الله فصل واذا اردت ان يخاطبك الله فاقرأ القرآن).
وهي نظافة وتعاهد للبدن بالوضوء والغسل وتطهير الثياب والبدن وبذلك تندفع الامراض ويظهرنور الشخص ووقاره.

- ثم هي شدة همة وعزم بالقيام من النوم والراحة الى الصلاة ومن مجالس اللهو واللعب الى الجد والخشوع ومن حالة الشهوات والتصابي الى مواجهة الله تعالى وتسامي الروح والعقل ومن الكسل والخمول واللامبالاة الى الحركة بالوضوء والقيام والقعود والركوع والسجود والقنوت ومن السهو والغفلة الى تعاهد الاوقات والتعرف على الاهلة والساعات والايام.

- ثم هي مشغلة عن الذنوب والمعاصي ولو بمقدار اداء الصلاة وهي موجبا لمغفرة الذنوب مما بين الصلاة الى الصلاة ففي الحديث عن النبي(ص) (ما من صلاة يحضر وقتها الا نادى ملك بين يدي الله ايها الناس قوموا الى نيرانكم التي اوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم) وسائل مواقيت ب3 ج7.

 

- علة الأذان والاقامة وحديث المعراج في اول حديث من ج2 علل:
[حكم -203] عن ابي عبد الله الصادق(ع) فقال يا عمر بن اذينة ما ترى هذه الناصبة في آذانهم وصلاتهم فقلت جعلت فداك انهم يقولون ان أُبي بن كعب النصاري رآه في النوم فقال كذبوا والله تبارك وتعالى اعز من ان يرى في النوم وقال ابو عبد الله ان الله العزيز الجبار عرج بنبيه(ص) الى سمائه سبعا اما اولهن فبارك الله عليه والثانية علمه فيها فيرضة... ثم عرج الى السماء الدنيا فقال جبرئيل الله اكبر فسكنت الملا ئكة وفتحت ابواب السنماء واجتمعت الملائكة ثم جاءت فسلمت على النبي(ص) افواجا ثم قالت يامحمد كيف اخوك علي(ع) قال بخير قالت فان ادركته فأقرأه منا السلام... ثم عرج به الى السماء الثانية.. فقال جبرائيل(ع): (اشهد ان لا اله الا الله... اشهد ان لا اله الا الله...ثم عرج بي الى السماء الثالثة فنفرت الملائكة الى اطراف السماء وخرت سجدا وقالت سبوح قدوس رب الملائكة والروح ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا فقال جبرائيل(ع) اشهد ان محمد رسول الله اشه ان محمد رسول الله فاجتمعت الملائكة وفتحت ابواب السماء وقالت مرحبا بك يا خاتم النبيين وبعلي ابن عمك خيرالوصيين فقال النبي(ص) سلموا علي وسألوني عن علي أخي فقلت هو في الارض خليفتي أوتعرفونه؟! قالوا: نعم، وكيف لا نعرفه اسم محمد(ص) وعلي والحسن ولحسين والائمة وشيعتهم الى يوم القيامة وانا لنبارك على رؤوسهم بأيدينا ثم زادني ربي تعالى اربعين نوعا من انواع النور لاتشبه شيئا من تلك الانوار الاول وزادني خلقا وسلاسل ثم عرج بي الى السماء الرابعة. قال جبرئيل حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح فقالت الملائكة وتين مقرونتين بمحمد(ص) تقوم الصلاة وبعلي الفلاح فقال جبرئبل قد قامت الصلاة قد اقامت الصلاة فقالت الملائكة هي لشيعتنا اقاموها الى يوم القيامة ثم اجتمعت الملائكة فقال للنبي(ص) اين تركت اخاك وكيف هو؟ فقال لهم أتعرفونه؟ قالوا نعم نعرفه وشيعته وهو نور حول العرش الله وان في البيت المعمور لرقاً من نور فيه كتاب من نور اسم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ولائمة وشيعتهم لايزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل انه لميثاقنا الذي تاخذ علينا وانه ليقرء علينا كل يوم جمعة فسجدت لله شكرا....)

 

- علة الاستقبال والتكبير:
[حكم -204] ثم قال يا محمد استقبل الحجر الاسود وهو بحيالي وكبرني بعدد حجبي فمن اجل ذلك صار التكبير سبعا لأن الحجب سبعة وافتتح القراءة عند انقطاع الحجب).

 

- علة افعال الصلاة:
[حكم -205] فلما فرغ من التكبير والافتتاح قال الله عز وجل الان وصلت الي فسم باسمي فقال (بسم الله الرحمن الرحيم) فمن اجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في اول كل سورة ثم قال له احمدني فقال: الحمد لله رب العالمين..جعل بسم الله الرحمن الرحيم بعد الحمد في استقبال السورة الاخرى فقال له اقرأ قل هو الله احد كما نزلت فانها نسبتي ونعتي ثم طأطئ يديك واجعلها على ركبتيك فانظر الى عرشي قال رسول الله(ص) فنظرت الى عظمة ذهبت لها نفسي وغشي عليّ فألهمت ان قلت (سبحان ربي العظيم وبحمده) لعلة ما رأيت فقلتها سبعا فرجعت الى نفسي فرفعت فنظرت الى العلو فغشي علي فخررت لوجهي واستقبلت الأرض بوجهي ويدي وقلت (سبحان ربي الاعلى وبحمده) فقلتها سبعا ثم رفعت رأسي فقعدت قبل القيام لأثني النظر في العلو فمن اجل ذلك صارت سجدتين وركعة ومن اجل ذلك صار القعود قبل القيام قعدة خفيفة ثم قمت فقال يا محمد اقرأ الحمد مثل ما قرأتها اولا ثم قال لي اقرأ (انا انزلناه) فانها نسبتك ونسبة اهل بيتك الى يوم القيامة لأن الملائكة تنزل في ليلة القدر على الرسوول(ص) وبعد وفاته أخذت تتنزل على الأئمة من بعده الى يوم القيامة والا لزم بطلان ما فرض بالآية من اطلاق تنزل الأمر، ثم ركعت فقلت في الركوع والسجود مثل ما قلت اولا وذهبت ان اقوم فقال يا محمد اذكر ما أنعمت عليك وسم باسمي فلهمني الله ان قلت (بسم الله وبالله اشهد ان لا اله الا الله والسماء الحسنى كلها لله) فقال يامحمد صل عليك وعلى اهل بيتك فقلت صلى الله علي وعلى اهل بيتي وقد فعل ثم التفت فاذا انا بصفوف الملائكة والنبيين والمرسلين فقال لي يامحمد سلم فقلت السلام عليكم ورحة الله وبركاته..)
(وقول سمع الله لمن حمده لأن النبي(ص) قال سمعت ضجة الملائكة فقلت سمع الله لمن حمده التسبيح والتهليل) ب1ج2 علل الشرائع

 

- علة مد العنق في الركوع ورفع اليدين في التكبير:
[حكم -206] قال رجل لأمير المؤمنين(ع) يا بن عم خير خلق الله ما معنى رفع يديك في التكبيرة الأولى؟ فقال(ع) الله اكبر يعني الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء لا يقاس بشيء ولا يلتبس بالاجناس ولا يدرك بالحواس قال الرجل ما معنى مد عنقك في الركوع؟ قال تأويله (امنت بوحدانيتاك ولو ضربت عنقي).

 

- علة الجمع بين الصلاتين:
[حكم -207] عن الصادق(ع) (صلى رسول الله(ص) بالناس الظهر والعصر حين زالت الشمس في جماعة من غير علة وصلى بهم المغرب والعشاء الآخرة بعد سقوط الشفق من غير علة في جماعة وانما فعل ذلك رسول الله(ص) ليتسع الوقت على امته) ب11ج2 علل الشرائع.
وعن الامام الصادق(ع) (اذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين الا ان هذه قبل هذه واذا غربت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين الا ان هذه قبل هذه).
فقيل له فكم نفرق بين الصلاتين قال (انما هي سبحة) أي نافلة (فان شئت طولت وان شئت قصرت) أي ان التفريق لأجل الناقفلة بين الفريضتين وعن امير المؤمنين(ع) (الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق).

 

- علة الجهر والاخفات والقصر والتمام:
[حكم -208] اما الجهر فحكمته لتنبيه المصلين للقيام لأنها في اوقات الظلام واما الاخفات لأنه مخصوص لصلوات النهار وهو لايحتاج الى تنبيه بواسطة الضوء الا في يوم الجمعة فانها اذا اقيمت حرمت المعاملة فالجهر فيها لتنبيه التجار والمشتغلين حتى يعجلوا او يلتحقوا.
واما اعداء الصلاة فالرباعية والثلاثية هي اثنتان قد زاد النبي(ص) ركعتين او واحد على امته شكراً لله لنعمة تخفيفه الصلاة عليه وعلى امته من خمسين فرضا الى خمسة فروض واعطاء ثواب المصلي في أمة محمد(ص) ثواب خمسين فرض بل وجعل العمل باي من الحسنات يتضاعف الى العشر اكراما وتفضلا من الله والله يضاعف لمن يشاء.
واما التقصير في السفر هدية من الله لعباده ولأن السفر فيه مشقة غالبا وكذلك حالة الخوف في الجهاد فانه يقصر الصلاة.
بل ان الله يتفضل فيخفف على بعض المصلين فلا يطلب منهم وكعات وانما يبدلها بكلمات كما في صلاة الغريق.

 

- علة ابقاء صلاة الصبح ركعتين ووقت وجوب الصلاة:

[حكم -209] علة ابقاء صلاة الصبح ركعتين ووقت وجوب الصلاة
قال سألت علي بن الحسن(ع) فقلت له متى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم اليوم عليه؟ قال فقال بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوي الاسلالام وكتب الله عزوجل على المسلمين الجهاد زاد رسول الله(ص) في الصلاة سبع ركعات: في الظهر ركعتين وفي العصر ركعتين وفي المغرب ركعة وفي العشاء الاخرة ركعتين واقر الفجر على ما فرضت بمكة لتعجل عروج ملائكة اليل الى السماء ولتعجيل نزول ملائكة النهار الى الارض فكان ملائكة النهار وملائكة الليل يشهدون مع رسول الله(ص) صلاة الفجر فلذلك قال الله تعالى [وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا] ب11 ج2 علل الشرائع.

 

- علة عدم الاقتداء بالفاسق:
[حكم -210] عن ابي ذر(ع) (ان امامك شفيعك الى الله تعالى فلا تجعل شفيعك الى الله سفيها ولا فاسقا) وعن الإمام الصادق(ع) (قال رسول الله(ص) ان ارتم ان تزكوا صلاتكم فقدموا خياركم) وعن النبي(ص) (من أم قوما وفيهم من هو اعلم منه لم يزل أمرهم الى سفال الى يوم القيامة) ب24 ج2 علل الشرائع.

 

- علة تشريع النوافل:
[حكم -211] عن الصادق(ع) (ان العبد ليرفع له من صلاته نصفها او ثلثها اوربعها او خمسها وما يرفع له منها الا ما قبل عليه منها بقلبه وانما امروا بالنوافل لتتم لهم بها ما نقصوا من الفريضة) ب24 ج2 علل الشرائع.

 

- علة الوتيرة بعد العشاء والاحدى والخمسين:
[حكم -212] عن ابي عبد الله القزويني قالت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر(ع) لأي علة تصلى الركعتان بعد العشاء الاخرة في قعود؟ قال لأن الله تبارك وتعالى فرض سبع عشرة ركعة فاضاف اليها رسول الله(ص) ومثليها فصارت احدى وخمسين فتعدان هاتان الركعتان في جلوس بركعة).
وعلة ثانية انها قبل النوم ولو بات على وتر ولم ترجع اليه الروح حشر يوم القيامة مع الموحدين فعن الإمام الصادق(ع) (صل العشاء الآخرة ثم صل ركعتين وانت جالس فقال فاذا صليت ركعتين وانا جالس هل تكتب لي ركعتين فقال اما انها واحدة ولو مت مت على وتر).

 

- علة السجود لايصح الا على الارض:
[حكم -213] ان السجود هو اعتراف بقيام الساعة وتطبيق لقوله تعالى [مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى] وما تشير الآية الا الى الارض.
وعن الإمام الصادق(ع) (السجود لا يجوز الا على الارض او ما أنبتت الا ما كل او لبس فقلت له جعلت فداك ما العلة في ذلك؟ قال لأن السجود هو الخضوع لله عزوجل فلا ينبغي ان يكون على ما يؤكل او يلبس لأن ابناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون والساجد في سجوده في عبادة الله تعالى فلا ينبغي ان يضع جبهته في سجوده على معبود ابناء الدنيا الذين اغتروا بغرورها والسجود على الارض افضل لأنه ابلغ في التواضع والخضوع لله تعالى) ب341ج2.


(1) مستدرك الوسائل ب 9 ج6 احكام الوضوء.

(2) الدبيلة هو الطاعون (السرطان) وقيل هو اخرج ودمل في الباطن يقتل صاحبه، مجمع البحرين: اللام اوله الدال.