علة الكفر بحجة الامامة:

[حكم -171] نستفتح بذكر الايمان والكفر كما فعل في وسائل الشيعة فقد روى الزبيري عن ابي عبد الله(ع) قال: (الكفر في كتاب الله عز وجل على خمسة اوجه فمنها كفر الجحود على وجهين والكفر بترك ما امر الله عزوجل به وكفر البراءة) يعني انه يجب البراءة من اعداء الله ورسوله واعداء اهل بيته الطاهرين(ع) فمن لم يتبرأ فهو كافر بالبراءة أي بعدم البراءة فانه يحشر مع من احبهم الذين اعداؤ الله (وكفر النعم فاما كفر الجحود فهو الجحود بالربوبية والجحود على معرفته وهو ان يجحد الجاحد وهو يعلم انه حق قد استقر عنده وقد قال تعالى [وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ](1) الى ان قال (الوجه الرابع من الكفر ترك ما امر الله به عزوجل وهو قول الله [أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ] فكفرهم بترك ما امرهم الله عزوجل به ونسبهم الى الايمان ولم يقبله منهم ولم ينفعهم عنده فقال الله تعال [فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ](2) واما الكفر الخامس فهو الكفر بولاية محمد وآل محمد(ص) كما قال تعالى [وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ](3) فانهم امنوا واستحصلوا على نور الايمان مع الرسول(ص) ثم خرجوا من ذلك النور وحاربوا أهل البيت(ع) من بعده واتبعوا الطواغيت الظالمين لمحمد واله(ص) والذين انقلبوا من بعده بغصب وقتال امير المؤمنين(ع) فاخرجوهم الطواغيت من النور الى الظلمات الجحود والظلم والكفر بالولاية.
[حكم -172] قال الله تعالى [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى] سئل الامام الصادق(ع) قال: لمن نهتدي؟ فقال: الينا. وعليه فلا يكفي في التوبة ولا الايمان بغير الامام ولا العمل الصالح حتى يهتدي ما اكمل الله تعالى به الدين والايمان وهنالك ايات كثيرة لسنا بصدد الاتيان عليها وانما نكتفي ببعض آيات الاصطفاء:
[قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ]
[إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)] آل عمران 3/33- 34
وان الله تعالى قد عين هذه الانساب وهم رجال من هذه السلاسل وليس كل السلسلة فمن جحد هذا الامر فهو منافق أوكافر ينطبق عليه كل ايات العذاب واحاديث الفاسقين.

 

اما ذرية ابراهيم
فان الله بعد ما ذكر في سورة الزخرف ارسال الانبياء واستهزاء الامم برسل الله تعالى وفساد وجرائم اهل الجاهلية وانتقام الله منهم وبعثه ابراهيم(ع) قال تعالى [وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ] الزخرف 34/28 فقد جعل كلمة التوحيد ومقام النبوة والحفاظ عليهما في عقبه ففي كل زمان لا بد من واحد من سلسلته اما ما وقائما يقوم بتبليغ ويرأس المؤمنين بذلك.
 3- واخص من ذلك ولعله اوضح منه قوله تعالى [وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ] البقرة/124 اذا جعل الله تعال الامامة في ذرية ابراهيم(ع) عهدا من الله تعالى واوضح انهم لم يعملوا بظلم مطلقا يعني انهم معصومون
 ثم ادعى هو وابنه لأمة محمد(ص) التابعين لأولئك النبي(ص) [وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ]
4-واردف تلك الايات الكثيرة بايات الاطاعة
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ..] النساء59.
5- وآية التطهير [إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا] الاحزاب 33/33
 6- وآية المودة [قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا] الشورى 42/23
المودة:هي كمال الاتباع مع المحبة هذا فضلا عن الاحاديث الصريحة بكفرهم ونفاقهم ومنها قول النبي(ص):

 

1- (يا علي حربك حربي وسلمك سلمي)

2- (لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) فمن حارب امير المؤمنين(ع) والمؤمنين معه ان المحاربين لهم كفارا بهذا.

3- وعن ابن ابي نجران قال (سمعت ابا الحسن(ع) يقول من عادى شيعتنا فقد عادانا شيعتنا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون البيت الحرام ويصومون شهر رمضان ويوالون اهل البيت(ع) ويبرؤون من اعدائنا اؤلئك اهل الايمان والتقوى والامانة من رد عليهم فقد رد على الله ومن طعن عليهم فقد طعن على الله)(4)


(1) النمل 27/14
(2) البقرة 85
(3) البقرة 257.
(4) الوسائل 1/28