محو الذنوب بالحسنات:

[حكم -141] الذنوب على اقسام فمنها مايسقط اثمه بمجرد التوبة ولا يستتبع تبعات وهي الذنوب التي لايضر فيها احداً من الخلق كالزنا بارضاء المرأة وشرب الخمر وما شابه ومنها ما يحتاج اداء ما عليه كاقصب من الناس ولغش والسرقة واي تعدي على حقوق الناس واموالهم ومنها ما يحتاج الى قضاء ما عليه وذلك فيما اذا ترك من الواجبات العبادية.
[حكم -142] ورد في الآيات [فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ]
ان بعض الحسنات تذهب بالسيئات ومعلوم ان التوبة بعد القلاع عن الذنب هو كفيل بمحو الذنب
فاذا تبعها الحسنات استقرت التوبة والغفران
واما تبديل السيئات حسنات فهذا مورد خاص يحتاج الى غور في الادلة لمعرفة افراده واسبابه
ولتقريب النظر نقول مثلاً ان الداخل في مجموعة من المجرمين وقبل ان يبتلي بجريمة في دم او عرض او مال تاب واخذ يدلي المسؤولين على اوكار المجرمين وخلص البلاد والعباد من شرهم فان تدخله كان عملا عظيما لخدمة الناس في حفظ الدم والمال والعرض فكانت سيئته احسن الحسنات.
فان هذا يبدل الله سيئة دخوله مع الظالمين والمجرمين وتأييدهم الى حسنة لأنه بدخوله قد خدم الاسلام والمسلمين
وكذلك اذا زنا شخص بامرأة كافرة فتعلمت منه الاسلام وتابا من الزنا وصلح حالهما فان علاقته بها كان من كبائر المعاصي

ولكنه تبدل الى هداية الفاسقة وهداية اهلها.