الذنوب الصغيرة والكبيرة:

[حكم -135] الذنوب صغائر وكبائر ونسبية
فالصغائر هي التي تلم بالمؤمن بسبب خفة نفسه او غبته او غفلته عن ذكر الله تعالى او وسوسة الشيطان بالفر
والكبائر قد عد لنا السيد الشيرازي قدست نفسه 575 ذنبا وهي لا تقل عن 70 محرماً ولو دققنا اكثر وقد اختلفت الراويات في ذلك فقد عدت سبعة وفي رواية سبعون واما النسبية فهي كل الذنوب تقريباً من جهة وبعضها من جهة.
أ- اما الكل فهو ان كل ذنب كبير او صغير يختلف مقدار الاثم فيه من شخص لآخر ويختلف الزمان والمكان والحال ولذا قد ورد في الاية [يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ](1) فالزنا من الشاب الجاهل كبيرة وهو من الشيخ الطاعن بالسن اكبر ومن العلم الديني كبر واكبر وهكذا كل الذنوب بالنسبة للاشخاص وكذا بالنسبة للاوقات فالمعصية في يوم الجمعة ووقت الصلاة اعظم عند الله واشد غضبا من المعصية في الاوقات التي هي اقل قداسة واقل اعتبارا.
والمعصية في حال الضحك والتجاهر والتفاخر اشد واكبر منها في حال الخوف والخجل ومحاولة الستر.
ب- وبعض المعاصي ليست نفسها كبيرة او اختلف الفقهاء في عدها كبيرة فهذه لمعاصي بين بين مثل النظر الى النساء المتبرجات فهذه مختلف فيها
او النظر الى الصور الخلاعية
او نحت المجسمات الناقصة المشابهة لذات الارواح
او الرسوم لذات الارواح فهذه مختلف فيها
[حكم -136] في قول ان الذنوب كلها كبيرة وهي مستندة الى بعض الحاديث مثل ماعن النبي(ص) (لا تنظروا الى صغر الذنب ولكن انظروا الى ما اجترأتم عليه)(2)
وعن الباقر(ع) (الذنوب كلها شديدة ما نبت عليه اللحم والدم)(3) وهذا القول ليس مؤيداً لأن الامام يقصد الاجمال لا التفصيل والبت.
[حكم -137] علامات المعصية الكبيرة

  1. الاكثار من التحذير عنها في السنة.
  2. النص على انها كبيرة.
  3. النص على التوعيد عليه بالنار والغضب من الله.
  4. كقوله تعالى [وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ](4)
  5. الألفاظ الشديدة في حقه مثل (لا خلاق لهم في لآخرة)(5)
  6. ومثل (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة)(6)
    ومثل (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم)(7)

  7. اتفق الفقهاء على منافاة العدالة لفعل أي معصية كبيرة وكذا الاصرار على الصغائر.

[حكم -138] التعبير في الكتاب والسنة يختلف عن تعبير الفقهاء.
فقد يقول القرآن بالكراهة وهو يقصد شديد التحريم ويقول انه مستحب ويقصد الواجب الشديد كما في قوله تعالى:
[وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ](8)
[حكم -139] السيئة يعبر بها عن الذنوب الصغيرة مثل قول النبي(ص) (حب علي حسنة لا تضر معها سيئة) وقد يعبر بها عن الكبائر كقوله تعالى: [إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا(38)](9)
[حكم -140] معرفة العدالة والفحص عنها هو تكليف المقلد
فلا يجوز ان يأتم بامام فاسق
واما نفس الامام فمنعه من الامامة لم يتضح من الادلة وكذا المجتهد اذا عرف من نفسه الاجتهاد والاهلية للفتوى والمقلد لا يجوز له ان يقلده اذا عرفه فاسقاً او ناقصاً الاهلية.


(1) الأحزاب32

(2) الوسائل 43/13 جهاد التفس

(3) الوسائل 40/3 جهاد التفس

(4) النفال 8/13.

(5) ال عمران 3/616.

(6) النور 24/15.

(7) النور 24/15.

(8) حجرات 49.

(9) الاسراء 17/22- 38.