مقادير الاجتهاد وكيفيته:أولاً: الاطلاق والتجزي:

[حكم -82] مقادير الاجتهاد وكيفيته:
أولاً: الاطلاق والتجزي:

قال الفقهاء في قول مشهور امكان التجزي في الاجتهاد وامكان الاطلاق فالمتجزي هو الذي اجتهد ببعض فروع المسائل وتوصل لاستيعاب بعض القواعد والاصول والتوجيهات الفقهية شرعية وعقلية والمطلق هو الذي اتى على كل الدورة الفقهية وماتجدد فيها فتبلورت عنده ادلتها وحججها واستطاع استنباطها وتمكن من خلال علمه من استنباط كل ما يتجدد من المسائل والفروع بحسب القواعد والاصول الثابتة في الحوزات العلمية وقال قوم بعدم امكان التجزي فان المتجزي يتوصل الى بعض القواعد والاصول ويستخرج بعض المسائل وحينما يتعلم ويتدارس ادلة بقية الابواب الفقهية سوف يتراجع وينقض ما افتاه في سابق اجتهاده وعلم من نفسه انه كان يتوهم في استنباط تلك المسائل فهو غير مجتهد قلت هذا صحيح وواقع ولكنم من زعم انه مجتهد مطلق سيبتلى بهذا أيضاً ولقد رأينا من اشتهر انه مرجع اعلى وانه الاعلم لقد رد عليه بعض تلاميذه في علم الرجال قاعدة فاقتنع برأي التلميذ وتراجع عن كمية كبيرة من مسائله التي قد افتاها بناء على قناعته الرجالية الأولى وهكذا ترى كبار المجتهدين يتراجعون عن كمية فتواهم ويرووا انهم كانوا متوهمين ولم يصيبوا الاجتهاد والتراجع مستمر الى اخر ايام حياتهم وفي اعلى شهرتهم وعلى هذا فاني ارى عدم امكان الاطلاق في الاجتهاد من هذه الجهة ومن جهة التجدد والتعقد في امور تظهر يوما بعد يوم ولا يمكن الاجتهاد فيها الا بمطالعات ومباحثات جديدة وليس يكفي القواعد والحجج التي استوعبها في استنباط الوورة الفقهية القديمة وبعبارة اخرى انه غير مجتهد فيها حتى يدرسها ويطبق القواعد عليها والخلاصة ان اطلاق الاجتهاد مستحيل والتجزي شامل لكل المجتهدين.