المروءة في الاحاديث:

حكم:- وردت احاديث وآيات عديدة تشير إلى المروة وخلاف المروة مثل:
1- قوله تعإلى[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ] (1).
فان من العيب ان يتصدق أو يهدي شياً غير جيد حتى أنه لو اراد ان يأكله اغمض عينيه من التقزز والتنفر من رائحته أو لونه أو طعمه.
2- [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ] (2).
3- [الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَة] (3) .
واللمم هي الاعمال والحركات بالاعضاء والحواس الظاهرة وهي النظر واللمس والسمع والذوق والشامة أو الباطنة وهي الوسوسة والارتياب والتحليل للموبقات والتصور للفاحشات وماشابه التي تلم بقلب المؤمن بدون ان يتزايد بسببها لفعل المعصية والاغراق بالفسق والفجور واللصوق بالشيطان الرجيم.
4- وفي الحديث عن الامام الصادق(ع) المروة ان يضع الرجل خوأنه بفناء داره) (4) الظاهر أنه يبسط السفرة وفيها الطعام ومتهيئة لوضع الطعام لكل داخل في الدار.
5- وعن امير المؤمنين(ع): أنه سئل عن المروة؟ فقال:ان لا تفعل شيئاً في السر تستحي منه في العلانية) (5).
6- وعن الامام الحسن(ع): شح الرجل على دينه واصلاحه ماله وقيامه بالحقوق) (6).
7- وعن سلمة بن محرز (مسلمة بن محمد) قال مر ابو عبد الله(ع) على رجل قد ارتفع صوته على رجل يقتضية شيئاً يسيرا فقال بكم تطالبه؟ قال بكذا وكذا فقال ابو عبد الله(ع) اما بلغك أنه كان يقال لا دين لمن لا مروة له) (7).
ثم تبرع الامام فبذل للطالب مقدار طلبه.
8- عن الامام علي(ع): واما المروءة فاصلاح المعيشة) (8).
9- عن الامام الصادق(ع): ليس من المروءة ان يحدث الرجل بما يلقى في السفر من خيره أو شره وكيف كان فان خلاف المروءة هو كل مايشين الشخص بنظر الرأي وسمع السامع وينظر المطلع منه وهي لا تشترط في العدالة المرجوة في صغار الناس وانما تشترط في العدالة العليا من عضماء الناس المعاصي كبيرها وصغيرها.


حكم:- قبل ان تفصل الاقوال فيها ونناقشها احب ان اقدم وادلو بدلوي وابين تفصيلي اجمالاً فاني اعتقد بأنها على ثلاثة اقسام.
فمنها كبائر يقينية ولا شبهة ولا اشكال في احد كالشرك بالله ومحاربة الانبياء والصالحين والبغض لله ولرسولة ولأوليائه والمؤمنين الصالحين والزنا المحصن واللواط وما شابه
ومنها صغائر قطعية كالنظرة العابرة للنساء بالاسواق ومنها مشكوك ومشتبه بينهما.


حكم:- المعاصي تختلف صغراً وكبراً بالنسبة لشخص عن اخر وقداسة المكان وعدم قداسته والزمان كذلك وحال عن حال
مثلاً: لو تحرش ببعض محارمه جنسياً بغير وعيه كالنائم والمغمى عليه والمجنون الذي لا احساس له بالمرة والطفل غير المميز فليس عليه شيء ولو تحرش وهو مميز ومدرك كالصبي ابن سبع سنين فأنه يضرب ويؤدب بمقدار ما يترك هذه العادة ولو تحرش وهو يافع ومراهق فأنه يضرر تضريراً شديداً إذا اخذ بكارتها مثلاً وإذا زنا بمحارمه وهو بعمر عشرين سنة فقد يقتل إذا كان مصراً وكرراً لأنه بالغ وعاقل وإذا زاد عمراً كالثلاثين والاربعين فأنه يزيد تعنيفاً وتحقيراً ثم يقتل.
حكم:- ورد متواتراً ولاية (حب أو مودة) علي حسنة لا تضر معها سيئة) السيئة هي الذنوب الصغيرة والمتوسطة التي تصدر من المؤمنين المخلصين وليس هي الجرائم والمسبوقات والتعدي على اعراض ونفوس الناس فأنها تضر حتى لشديد الحب لأهل البيت(ع) نعم ا ناهل المسبوقات تشملهم الشفاعة بعد شيء من العذاب بالحريق وغيره.


حكم:- اختلفوا في مصاديق المعاصي الكبيرة والصغيرة وحدودها.
القول الأول: ان المعاصي كلها كبار ولكنها مختلفة النسب بالنسبة لمن صدرت منه وبالنسبة للزمان والمكان والحال والمقاصد ويمكن ان يشير إلى هذا القول الاية الكريمة [يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ] (9).
[يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ] (10).
وقال في الوسائل: الاخبار في الكبائر ليست مختلفة (ان كل ذنب بعد الشرك كبير بالنسبة إلى الا ماهو اصغر منه وكل كبير صغير بالنسبة إلى الشرك بالله) (11)
الثاني: ان المعاصي على قسمين كبائر بقول مطلق وصغائر بقول مطلق وهو المعروف والمشهور وعن مفتاح الكرامة نسبته إلى قاطبة المتاخرين.
الثالث: للشيخ البهائي (رحمه الله) قال: يحتمل ان يكون لفظ الكبائر في الكتاب والسنة يطلق تارة على جميع الذنوب وتارة على بعضها...) (12).
الرابع: القول المختار وهو هناك كبائر بقول مطلق اي باي حال ومن كل احد وهناك صغائر كذلك وهناك ما بينهما وهي تنسب للفاعل والمكان والزمان فهي من شخص صغيرة ومن اخر كبيرة وفي حال كبيرة وفي اخر صغيرة وهكذا الدليل عليه:أولاً الاتيان الائقة الذكر مع كل ما استدل به للقول الثاني كما يلي:
ثانياً القران [إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً] (13)


(1) البقرة 2/167.

(2) المائدة 5/101.

(3) النجم 53/32.

(4) الوسائل 49/13 و2 آداب السفر الى الحج

(5) البحار 75/63 عنه البيان 3/264 وفيه باب الفتوى والمروة

(6) الوسائل 49/6 آداب..

(7) الكافي 6/438 باب التجمل واظهار النعمة ج3

(8) الكافي 8/241 ج331

(9) الاحزاب 33/32

(10) الاحزاب 30

(11) الوسائل 46/35 جهاد النفس

(12) الوسائل 46/37 في الهامش جهاد النفس

(13) النساء 4/31