الاسلام لا يدل على العدالة:

حكم:- ان القران الكريم نفى الايمان عن مدعي الاسلام فقال تعإلى:[قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ] (1).
بل المسلم يلزم ان تحترز منه اكثر من الكافر ان لم يضهر ولائه لأهل الحق محمد وال محمد(ص) وعدائه لأعدائهم والجهر بذلك ان لم يكن له مانع معقول فان المخالف لأهل البيت إذا كان شديداً معادياً هو في اشد المنافقين يعتبر في الاسلام وقد حكم الله عليهم باشد مما حكم على الكفار كما في قوله تعإلى [إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ] (2).
وما قال الكافر أنه في الدرك الاسفل واما الكافرون فلم يكيدوا بالمؤمنين ويكثروا عدأواتهم مثل الناصبين واما في الاحاديث فان الائمة(ع) قد حذروا من الناصبة اكثر مما حذر من غيرهم فعن محمد بن مسلم سمعت ابا جعفر(ع) يقول: كل من دان الله بعباده يجهر فيها نفسه ولا امام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانىء لأعماله... وان مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق واعلم يامحمد ان ائمة الجور واتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا واضلوا فاعمالهم التي يعملونها كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد) (3).
وقال تعإلى [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى] (4).
فأنه لا يثبت عدالته لأيمأنه ولاتوبته عن المعاصي ولا عمله الصالح حتى يهتدي إلى ولاية اهل البيت(ع). الوثاقة اعم من العدالة واخص منها من وجه:
ان العادل معناه أنه لا يكذب وأنه لا يفسق يعني يعمل الواجب ويترك الحرام اما ان القضية التي اخبر عنها صادقة وثابتة وموثوق منها فلا، اذ لعله سها وغفل عن الحقيقة أو نسي أو جهل أو خدعه خادع أو غشه غاش واما الثقة والانسان الموثوق فقد يكون فاسقاً في نفسه ولكنه أولاً لا يكذب ويطمئن السامع لقوله بخبره فالعادل اعم من الموثوق اذ لعل خبره لا يوجب الوثوق لأسباب عديدة والموثوق اعم من العادل اذ لعله فاسق ولكنه معتمد يطمئن اليه.


(1) الحجرات 49/14-15.

(2) النساء 4/145.

(3) الوسائل ب 29 ح1 مقدمة العبادات.

(4) طه:20/82.