حسن وسوء الظن بالناس:

حكم: يغرق شرعاً بين حسن الظن وسوء الظن في نفسك بأحد من الناس وبين الممارسة وإظهار ما نفسك وإشاعتك على من أساءت الظن به.
أولا ً: قد روي عن أمير المؤمنين(ع): إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر (1).
وعن أبي الحسن الثالث(ع): إذا كان زمان العدل فيه اغلب من الجور فحرام أن الظن بأحد سؤاً حتى يعلم ذلك منه وإذا كان زمان الجور منه أغلب من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيراً حتى يبدو ذلك منه (2).
ثانياً: هذا واضح ومعنى حسن الظن وسوء الظن أنه في نفسك تسيء الظن أو تحسن وإما أن تتورط في معاملة معه أو تورط غيرك بالمعاملة معه فلا أبدا ً حتى تستيقين من حسن المعاملة ورفيع السلوك والأمان من جانبه.
ثالثاً: وإما إذا سألت الظن في الظن في نفسك من إنسان أن تعيبه وتثير حوله الشكوك وتشيع الذم والمعايب فهذا أيضاً عيب وحرام وأثم عظيم فالممارسة والإظهار للمنكرين بين الناس لا يجوز حتى تستيقنين وحتى تخاف منه من أذاك وأذى الآخرين فتحذر منه.
إلا تعلم من تصرف الرسول(ص) وأهل بيته مع الناس المجهولين بالترحاب والاحترام ولطف اللقاء ولم يثيروا(ع) حول أحد شكوكاً ولم يظهروا ذماً.
رابعاً: حتى إذا علمت بأحد سوءٍ وأنه شرير وأنه يتملق للناس كذباً ورياءٍ...
فليس لك أن تظهر للناس ما في نفسك من العلم إلا إذا علمت بأنه يكيد الناس ويؤذيهم أو يبدع في الدين وأن ستره يسبب الضرر على الدين وأهله وإلا فاستر ما رأيت ولا تكن من أهل إشاعة المنكر قال الله تعالى:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ] (3).
قال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] (4).
خامساً: أهل البدع وإشاعة الفتاوى الباطلة والمذاهب المخترعة المخالفة لأهل البيت(ع) يجوز تقييدهم وإشاعة منكراتهم واتهاماتهم في دينهم وتشكيك الناس بمقاصدهم ففي الأحاديث الشريفة.


(1) البيان عن المختلف 8/483.

(2) عن نهج البلاغة 4/27، 1146.

(3) سورة المائدة،الآية 5/105.

(4) سورة النور: 24/19.