الرواية الثالثة علي بن المسيب عن الإمام الرضا(ع):

فممن آخذ معالم ديني؟ قال(ع): (من زكريا يا بن آدم القمي المأمون على الدين و الدنيا)، وهذا مشعر لأهمية توصيف الفقيه الذي يؤخذ منه معالم الدين أن يكون مأمومناً على الدين والدنيا وهذه قضايا قياساتها معها وأشكل عليه من قبيل اللقب الذي لا يؤخذ بمفهومه وأيضاً أن الحديث يخص نقل الحديث وفي مورده لم يشترط فيه العدالة وأشكل في السند أن محمد بن عيسى وهو مشترك بين الثقة وغيره والمروي عنه عن أحمد بن الوليد وهو لم يوثق ولم يذكره في الوسائل ولا في المستدرك ولا في مشايخ صفوان وأبن أبي عمير والبزنطي ولا في شيوخ جعفر بن بشير ولا في شيوخ أبن قولوية في كامل الزيارات وذكره الجامع في الرجال فقال: احمد بن الوليد بن بري وقع في طريق النجاشي إلى محمد بن جعفر ديباجه وروى محمد بن عيسى عن احمد بن الوليد بن علي بن المسيب والظاهر الاتحاد واعده في الصحيح ورده البيان قائلا ً: (لكنه لم يذكر وجه تصحيحه فلذلك فلا محرز لصحة رواته علي بن المسيب والله العالم) (1).
وهذه الإشكالات لا تخلو من مبالغة أما دعوى عدم المفهوم فلو خلي وهذا اللفظ وطبعه صحيح وإما بحسب الحكم والموضوع والجواب عن معالم الدين فيدل على الأهمية والثاني أنه مجرد نقل الخير وفي مورده...
فمشكل فأن أخذ معالم الدين ليس مطابق لأخذ الخبر بل هو أعظم وأن لازمه بل ينظم معه الاقتداء ومورد الهداية وإما السند فالأول محمد قد وثقة في البيان والثاني احمد لم يوثق ولكن تصحيح الجامع وروايته موضع اعتبار.


والرواية الرابعة: حسنة إسماعيل بن جابر: علي بن محمد بن فيروزان أن القمي عن الإمام الصادق(ع) قال: قال رسول الله(ص): (يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الضالين وانتحال الجاهلين كما ينفي الكبر خبث الحديد) (2)،أن الرواية تؤكد على عدالة من يحمل هذا الدين.


(1) البيان 3/ 82.

(2) الوسائل 11/43 صفات القاضي.