ذو الأتباع هو المقدم:

حكم: أن المهم قبل العلم وقبل سائر الصفات في المرجع المقلد هو أنه أكثر إتباعاً وتأسياً بالنبي(ص) وأهل بيته(ع) من غيره على ذلك جاءت الأدلة الأربعة وأليك بعض الآيات والروايات.
أ- روي مرسلاً عن الإمام الصادق(ع): (لا تحل الفتيا في الحلال والحرام بين الخلق إلا لمن كان اتبع الخلق من أهل زمانه وناحيته وبلده بالنبي(ص)).
ب – وقال الله تعالى: [قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ] (1).
ت – وقول إبراهيم(ع): [رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] (2).
ث – وقال تعالى: [أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ] (3).
ج – قال تعالى: [السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى] (4).
ح – وما جعلنا القبلة التي كانت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وأن كانت لكبيرة الأعلى الذين هدى الله (5).
خ – [وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم] (6).
د- وفي القرآن أيضاً يجعل المؤمنين درجات ويبشرهم بحسب درجاتهم [كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ] (7).
ذ – قال تعالى:[فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً] (8).
ر – قال تعالى:[وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ] (9).
وإلى غير ذلك فالقياسات الشرعية في تفضيل الفاضل في التأسي والإتباع وإيجاب إتباعه وتقليده وأمره بالإعراض عن غير المتبع على حسب أعراضه وأستهتاره وبعده عن التقوى وتزكية النفس قضايا قياساتها معها وقد شحن القرآن العظيم والحديث الشريف بها وأمتلئنا إلى مشاشة رأسيهما فلا وجه لقياس الورع والتقوى على الاعلمية أو تقديم الأعلمية بملاك التقديم [أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ] (10).
لا تقل أن هذه الآية تقصد الاعلمية بل هي أعم بل الهدى بالعمل أكثر أشارة فيها من الهداية بالعلم فالأعلم لا يهدي إلى الحق وإنما الذي أهدى وأورع واعدل هو الذي يهدي إلى الحق بل أن الأعلم قد لم يكن مهتدياً في نفسه فكيف يهدي غيره نعم بشرط إن يكون الأورع الذي نقدمه هو عالماً جامعاً للعلم اللازم لرفيع الاجتهاد.


(1) البقرة: الآية 38.

(2) إبراهيم 14/36.

(3) آل عمران:الآية 3/162.

(4) طه: الآية 20/47.

(5) البقرة:الآية 143.

(6) الزمر:الآية 39/55.

(7) التوبة 9/19-20.

(8) النساء 4/95.

(9) النساء:الآية 4/32.

(10) القضاء للاشتياني 35..