التخيير في المسألة الأصولية:

حكم: نقل عن المحقق العراقي (رحمه الله) ما مجمله أنه حتى لو قلنا بالتعيين في المسألة الفرعية وهي لو كان المقلد قد تحير في مسألة جزئية كشكة هل مخير بين الصلاة القصر والتمام أو هو يعين عليه القصر لا نقول بالتعيين في المسألة الأصولية كمسألة الشك بين لزوم تقليد محمد أو نحن مخيرون بينه وبين علي قال أن البناء وعلى التخيير في المسألة الفرعية باطل قطعاً لامتناع التخيير في مقام العمل بل التخيير بالفرعية تابع للأصولية يقصد أن الشك بين القصر وبين التمام تابع للتخير بأتباع هذا المجتهد فيصلي قصراً أو يعين هذا فيخير بين الصلاتين.
أقول أولا ً: المكلف أيضاً مخير في المسألة الفرعية أن يتبع فلان فيصلي كذا أو فلان فيعمل كذا وقطع الشيخ (رحمه الله) ببطلان التخيير في الفرعية لا دليل عليه وإما في الأصولية فكما قلنا أن الإطلاقات وأصول البراءة تميلنا إلى التخيير.


أشكال ورد.
حكم: عن المحقق العراقي (رحمه الله) قوله: أن ليس في البين أطلاق لنستكشف منه تساوي الورع والأورع في مقام التقليد ورد أن كان مرجع هذا الكلام إلى إنكار أصل الإطلاق في باب التقليد أما بدعوى عدم حجية المطلقات سنداً أو بدعوى أنها في مقام بيان أصل جواز التقليد دون الإطلاق وأن المحقق العراقي في نفسه ملتزم بالأمرين وهما اعتبار السند في بعض المطلقات وحجية أطلاقها في مباحثه الأصولية ومنها ذكره في بحث تقليد الأعلم من تقرير بحثه قال: (ودعوى سقوط فتوى المفضول عن الحجية مع وجود الأفضل بالمرة يدفعها أطلاق الأدلة المتقدمة كتاباً وسنة) (1).


أخبار الأورعية.
حكم: ذكرنا في باب الأعلمية اخبار صفات المرجع المقلد ورأينا التأكيد على العدالة والورع أكثر وأسبق من ذكر العلم منها: مقبولة أبن حنظله: (أعدل أفقه أصدق أورع) (2).
وداوود بن حصين: (أفقه وأعلم وأورع) (3).
وموسى بن أكيل (أعدل وأفقه) (4).
ونهج البلاغة: ثم أختر للحكم أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور (5).
إلى غيرها مما مر وقد مر تأويلها وهو أن أهمية العدالة والصدق والإخلاص وإشاعة الورع والتقوى وحتى التي تقدم العلم أنها إحاطة الإسلام والمسلمين بالعلوم يعني الورع في تحمل وأداء العلم لا العلم المدخر في الدفاغ كنسخة مهملة في سوق الكتب وأكثر ما روي عن النبي(ص) في الإشارة إلى الأعلم يعني مقابل الأعلم أولئك الجهلة المنافقون الذين تجاسروا وغصبوا منصب الإمامة والأفضل في عهد الأشتر في نهج البلاغة يعني الأهدى والأورع والأحسن أخلاقاً بين الناس والأعلم في قضاهم يعني أعلم موضوعي وأعلم حكمي وعن أبي زياد قال كنت عند الإمام الصادق(ع) فدخل عيسى بن أبي عبد الله القمي فرحب به وقرب مجلسة ثم قال يا عيسى بن عبد الله ليس منا ولا كرامة من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون وكان في ذلك المصر أحد أورع منه (6).


(1) البيان 3/193، عن نهاية الأفكار 4/ 2335و237.

(2) الوسائل ب9 ج1 صفات القاضي.

(3) الوسائل 9/30.

(4) الوسائل 9/45.

(5) البيان 2/182 عن البحار 67/300 ح9 عن الكافي.

(6) البيان 2/ 197 عن البحار 2/131.