حكم: علامات الحقيقة:

أعلم أن اللفظ يوضع له المعنى على مراحل:
في المرحلة الأولى: يضع الله تعالى لفظا على معنى معين على هيئة معاني ويعلم الناس الرسل بأمر الله أو يضع واضع معين ثم لا يتركز هذا المعنى من هذا اللفظ إلا بعد البلورة وتجارب وتعاطي مستمر مثلاً كلمة بسط وضعها الواضع بمعنى التمدد والأتساع والوضوح ولكن الشعوب العربية أختلفت أعرافهم بمعناها وأنطباقها على مصاديقها ففي لبنان وسورية أتخذوها بمعنى الأنشراح والسعادة فيقال أن المدير بسط الطلاب بمعنى أراحهم وسرهم وأسعدهم بخلاف العراق فمعنى الجملة أن مدير المدرسة قد ضرب الطلاب ضرباً مبرحاً شلت أعضاؤهم إذا بسط هو أنطراح البدن بكل أعضائه من الألم ومن الضرب وكلا المعنيين ينطبق على أصل المعنى ولكن كل شعب أستعمله بمصداق من مصاديقه وهكذا أما كل لفظ لا يحمل على حقيقته إلا بعد الوضع والبلورة التامة حتى يستتب له المعنى ويحكم بحقيقته عن مجازه وكل شعب ولهجته وحقايق ألفاظه ولا يساعدنا الحال لو قلنا أن ألفاظ العربية لها حقايق على جميع لهجات العرب نعم بعض الألفاظ كذلك وليس كلها وعليه فكل لفظ كان عندنا حقيقة على معنى وشككنا إنه كان في عرف الإمام(ع) بهذا المعنى وإنه قصد هذا المعنى الجواب نعم لأصالة عدم النقل ويمكن أن نعمل بالاستصحاب بالقهقري كما عن جماعة مع أصالة قصد الحقيقة وإلا لوضع القرينة على خلافها وكيف كان فالعلامات على الحقيقة أمور:
أ- التبادر: من شكل بحصول الدور: بان لا يتبادر إلا بعد العلم بمعنى اللفظ فكيف يتوقف معرفة الحقيقة من التبادر؟ والجواب ان المكلف يرى غيره من اهل اللغة ويعرفونه على أن هذا اللفظ يتبادر منه هذا المعنى وكتب اللغة موضوعة لذلك فلا يكتفي بمعرفته حتى يشكل بالدور.
ب- عدم صحة السلب وصحة الحمل بلا قرينة حالية أو مقالية ولا فرق بين صحة الحمل على الحقيقة بالحمل الذاتي كالوطن على معنى الوطن أو بالحمل الشايع كالجزء كالرقبة على معنى الإنسان والحيوان وإن كان الثاني ضعيفاً في الدلالة إلا إذا تعارف كثيراً وكذلك الدلالة الالتزامية كالشمس يطلق على شعاعها ولذلك غالباً يحتاج إلى قرينة مثل أن يقال (دخلت الشمس في غرفتي).
ج- الاطراد: يعني استعمال اللفظ على هذا المعنى في كل الحالات والأزمان وإلا فلا يثبت إنه حقيقة بهذا المعنى فإن أطلاق اللفظ على معنى معين مرة واحدة أو في حال أو زمان واحد لا يدل على إنه استعمل على الحقيقة.