الأول: مقبولة أبن حنظله:

قال سألت أبا عبد الله(ع) عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما... فأن كان كل واحد أختار رجلاً من أصحابنا فرضينا أن يكونا الناظرين في حقهما وأختلف فيما حكما وكلاهما أختلف في حديثكم فقال:
الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقهما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر(1) وأبن حنظله: مقبولة الرواية كما قدمنا ووثقة الشهيد الثاني (رحمه الله) وقد مرنا توثيق رواة أهل البيت(ع) على الأصل وخصوصاً رواة الإمام الصادق(ع) وبالإضافة إلى ذلك روي يزيد بن خليفة قال لأبي عبد الله(ع) أن عمر بن حنظله أتانا عنك بوقت فقال أبو عبد الله(ع) أذن لا يكذب علينا (2).
ويزيد بن خليفة من شيوخ صفوان بن يحيى وعن عمر نفسه: قلت لأبي جعفر(ع) أني أظن أن لي عندك منزلة؟ فقال (أجل)، وعنه أيضاً عن الإمام أيضاً: يا عمر (لا تحملوا على شيعتنا أرفقوا بهم فأن الناس لا يحتملون ما تحملون)(3).
فعمر ثقته عند أهل البيت(ع) بل جليل القدر من الخواص الذين يتحملون بأكثر مما يتحمل عوام الشيعة ولا يضر أن الخبر في هذا المديح من نفسه إذا لم يعارضه تضعيف أو تكذيب والإصرار على عدم قبول هذا غير معقول وارتياب في غير محله والرواية معمول بها معتمد عليها.


(1) الوسائل 9/1 صفات القاضي.

(2) الوسائل ب5ح6 المواقيت عنه البيان 2/32.

(3)