أن الوضع اللفظي يدل على معنى قيل إنه واحد ويتفرع منه معاني أخرى في اللفظ المشترك مثل عين فإن الحقيقة أن لها معنى واحد ثم اشتركت فيها معاني أخرى بقرينة المشابهة والمجاورات أو الظرفية وما شابه.
وقيل أن أصل المشترك هو معاني عديدة وضع لها جميعها بخلاف المعاني غير الحقيقية فإنها مجازية تحتاج إلى قرينة وهي مأخوذة من المعنى الحقيقي المتحد إلا إذا نقلت وانقلب الحقيقي مجازياً وبالعكس كالصلاة أصلها بمعنى الدعاء في ضمن حركات أو سكون بينما نقلت إلى الصلاة المخصوصة ذات حركات وأوضاع معينة وصار إطلاق الدعاء من لفظ الصلاة مهجوراً فالذي يقول إنه يصلي لا يفهم منه إلا إنه يؤدي الصلاة المعروفة وكذا الحج والزكاة والخمس والاعتكاف فالمعاني الشرعية منقولة عن عمومها وإطلاقها إلى بعض مصاديقها بعضها بوضع الشارع كقول النبي(ص): (صلوا كما رأيتموني أصلي) (وحجوا كما أحج) وبعضها تشرعياً تعينا أي أختص في معناه حين تبلور وكثر أستعماله مثل الخمس وهو الحق الشرعي المعروف فإن الخمس يستعمل في كل شيء فصل عن أربعة أخماسه من أرض وأثاث ونقود وأوقات وجهات ونفوس ومواد وكثر استعمال أسم الخمس للحق الشرعي فصار لفظه علما لذلك الحق ومقداره.