(الشرط السادس: الاجتهاد المطلق):

حكم: طرح صاحب العروة هذا الشرط والح عليه وقبل أن نخوض بالأقوال وإلادلة نتوجه للموضوع ذاته ما هو.
أ – قالوا بعدم أمكان حصول الاجتهاد المطلق وذلك لتجدد العلوم وكل يوم يتجدد في الدنيا أمور وتطرح قوانين يتحير الإنسان في تطبيقها على أي قاعدة ويجتهد فيها وأجيب بأن القواعد والأصول والأدلة موجودة وكلما اشتدت ملكه العالم على الاستنباط فلا يهمه أي شيء يحدث يطبق القواعد والأدلة نفسها على المواضيع والمحدثات.
أقول: هكذا وبهذه البساطة ملأ الدنيا بإحكامه الشرعية.
ب- وعن بعضهم عدم إمكان الإطلاق لعدم أمكان استحضار كل مسألة هي وأدلتها بمجرد التوجه إليها.
وأجيب عدم الموجب لذلك ويكفي أن يعرف المسائل وبعض توجيهاتها كلما سأل أو أراد من مسألة وإذا أراد تذكر تمام أدلتها فأنه يستطيع بيسر أن يراجع ذلك فيستوعب تماماً.
ج- وبعضهم يقول بالعكس فأنه لا يمكن التجزي بالاجتهاد فأنه لا يكون ولا يسمى مجتهداً حتى يفهم طرق الاستدلال كاملة فيستخرج المسائل عن أدلتها ويعرف تماماً كيفية استخراجها حتى يسمى مجتهداً وإما من بعض الأدلة أستنبط بعض المسائل ولم يستوعب كمال الكيفية في الاستنباط فهذا ليس بمجتهد وإنما هو مراهق للاجتهاد وذلك لأنه سوف يتغير اجتهاده لأول مرحله فهو لم يتأكد في ما استنبط حتى يستنبط الدورة الفقهية الكاملة وفيه أن إنكار استنباط المستنبط لبعض أبواب الفقه من إنكار الضروريات وكيف عليه أن يستوعب أدلة كل الدورة الفقهية وأدلتها؟ وهي مختلفة الكيفية والأدوات المستعملة بها فالاجتهاد بالمعاملات قواعده وأدلته مختلفة عن قواعد وأدلة الصلاة أو الحج وكثرة الأحاديث ووضوح المعالم فيها بخلاف القواعد والأدلة الشحيحة القليلة للمعاملات وقد يلزم أن يتخرج عشرات المسائل من رواية في نصف سطر بينما تجد عشرين رواية على مسألة بالحج أو بالصلاة فيستوعب المجتهد جميع جوانب المسألة بدون كثير جهد وكيف كان فالاجتهاد المطلق متعسر أن لم يكن متعذر لا من جهة عدم الاستيعاب والتذكر بل لما نراه من الاختلاف الكثير الشديد بين التلميذ وأستاذه وبين المعاصر وبين الذي قبله وكل يوم تتغير الحوزة العلمية من تبني قاعدة ثم استبدالها بأخرى معاكسة وناقصة وتستقر الحوزة على رأى بعده عقود ثم يأتي من ينقض استنباطها فتستقر على القاعدة الجديدة وهكذا وأين الحقير الفقير أرى نفسي لو انتشرت أفكاري واستنباطي في الحوزات سوف يكون أن شاء الله لتغيرت فتاوى الحوزات بما يقارب 100 مسألة.