العراقي والتخطئة:

حكم:- ان المحقق العراقي قد قدم كلاماً مضغوطاً اكثر من حقه حسب نظري القاصر واحبت ان انقل بعضه واناقشه قال: والتحقيق في ذلك على ما يقتضيه اصول المخطئة هو كون العبرة في صحة عمل الجاهل وفساده بمطابقة الواقع ومخالفته من غير فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات فلو اتى الجاهل قبل الفحص بعمل عبادي أو معاملي بما يطابق البراءة كما لو اتى بالصلاة دون السورة أو عقد بغير العربية بمقتضى البراءة من جزئية السورة ومن شرطية العربية فإن انكشف مطابقة العمل للواقع يكون صحيحاً مجزياً وان انكشف مخالفته للواقع يكون فاسداً غير مجز ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات ولا بين ان يكون في البين طريق منصوب على وفق عمله أو على خلافه أو لم يكن في البين طريق اصلاً...)
أولا ما هذا البث والاشكال العريض ليس بمحله نعم صحيح انا نحن مخطئة ولكن ليس بهذه الشدة فإن الروايات قد عذرت الجاهل عن المسائلة بأحاديث الرفع عن الجاهل والمضطر والمقهور وهي مطلعة فلا وجه لكل مخالفة نطلق البطلان وعدم الاجزاء فإن من الشروط والاجزاء ما هو علمي لا يتنجز الا على العالم ومنه السورة ولفظ العقد ان قلنا بوجوبهما واشتراطهما نعم مثل الطهارة عن الحدث فإنها من الشروط الواقعية يمكن ان نشدد فيها ونحتمل عدم الاجزاء مع المخالفة ثم ماذا يريد الشرع من المكلف اكثر من اتباعه الدليل الشرعي الذي يعتبر منجزاً ومعذراً في مرحلته بل نقول اكثر من ذلك وهو ان المكلف إذا انحرف عن التقوى واستخف بأحكام الشرع واغمض عينيه عن المقتضيات الشرعية وجاء بالعبادات والمعاملات في حال غيبه وتجاهله الآثم انا نقرب ان نرى في حق هذا المستهتر ان استهتاره في الاعمال لا يفيض اثماً على نفس العمل والكيفية ونتيجة ذلك العمل العبادي والمعاملي فإن العامي المستخف يكون غافلاً ساهياً عن الحقيقة حين العمل فنقول في حقه ان سلوكه في أول انحرافه آثم واما عمله الذي عمله في هذه الحال فله حساب آخر يلزم ان نفصله ونختتم عليه بعمل الجاهلين والغافلين فيمكن ان يصحح وان كان جهله بسبب عدم اهتمامه في اخذه الحكم من مظإنه وهذا وان لم يكن دقيقاً ولكنه قريب لسهولة الملة وتسامح الله مع عباده وهناك روآية يؤيد هذا المعنى: ان الله لا يؤاخذ عوام الناس كما يؤاخذ علمائهم فعن مسعدة بن صدقة قال سمعت جعفر بن محمد(ع) يقول انك قد ترى من المحرم من العجم لا يراد منه ما يراد من العالم الفصيح وكذلك الاخرس في القراءة في الصلاة والتشهد وما اشبه ذلك فهذا بمنزلة العجم والمحرم لا يراد منه ما يراد من العاقل المتكلم الفصيح...)(1) وكيف كان فلا نحاسب الواد المحترم من الناس بمثل ما نحاسب العالم والخبير وفي روآية (ان هذا الدين... فأوغل فيه برفق).


(1) الوسائل ب67 القراءة في الصلاة ح4.