لعلم الأصول مباحث عديدة: الأول في مباحث الألفاظ(1):

أما مباحث الألفاظ:
حكم: فهي أولاً يلزم التعرف على الألفاظ ليست ذاتية لمعانيها ولذا لو قلنا رمان فلا يوجد الرمان ولو قلنا احمر فلا يجيء ويتصور أحمر وانما هي ثبتت بوضع واضع تقيداً يعني قد قيد جماعة أو احد الناس اللفظ الفلاني للمعنى الفلاني أو تقييداً بأن أستعمل الناس ألفاظاً مشوشة حتى تولد من التعارف بينهم وكثرة الأستعمال لفظاً معيناً فتعارف ذلك اللفظ على تلك المعنى وبهذا أختلفت اللهجات واللغات بحسب المناخ والأحوال والزمن وأول الواضعين هو الله تعالى لإنه هو (علم آدم الأسماء كلها) وفي بعض تفسيراتها إنه علمه الأشياء ومسمياتها كالطفل يلقنه أبواه أسماء الأغراض حوله.
حكم: اللفظ كما هو معلوم في المنطق: إنه أما مفرد وأما مركب.
والمفرد أما إنه لا جزء له مثل الحرف الواحد ب ت ث أو للفظة جزء ولا معنى ذلك الجزء مثل محمد وعلي أو للفظه جزء والجزء له معنى ولكن ليس هو جزء المعنى للكل مثل عبد الله إذا قصدت أسم شخص وخبر له معنى ولكنه ليس جزء للشخص أو للفظه جزء وللجزء جزء المعنى المقصود من الكل ولكن ليس هو جملة مفيدة مثل إذا قصدت عبد الله صفة شخص فقصد أن تنسب الشخص للعبودية لله تعالى.
وأما المركب فهو الجملة المفيدة المؤلفة من اجزاء لها جزء المعنى المقصود في الجملة وسواء قد لفظ ذلك الجزء أو نوي بدون اللفظ كما يقول أبن مالك

وفي جواب كيف زيد قل رفض

 

فزيد أستغني عنه إذ عرف

 فقوله رفض خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو.


(1) هذه البحوث أقل من مستوى هذا الكتاب إذ وضع ليوصل الدارس إلى درحة الاحتهاد ولكني من باب الاستطراد أحببت أن أذكر لطلابي ببعض البحوث التي درسوها بالسطوح الابتدائية ليتدرح بهم المقام إلى مستوى الاستنباط.