تقسيم احكام الدين والتقليد فيها:

حكم:- احكام الدين هي اما اصول أو فروع
أ- والاصول هي العقيدة بالضروريات في الإسلام كالتوحيد والعدالة لله والنبوة والإمامة والمعاد يوم القيامة فهذه لايجوز التقليد فيها وانما يجب على المكلف ان يعلمها ويقتنع بها نفسيا ويتعلمها من العلماء ومن الكتب والمؤمنين.
ب- والاصول منها غير ضرورية كأسماء الله الحسنى وفروع ذلك مما فيه الخلاف بين المسلمين أو بين الشيعة انفسهم أو بعض صفات الرسل والأولياء وكيفية ومواقف يوم القيامة فالتدين بذلك والاعتقاد بتفصيلاته يجوز فيه التقليد.
ت- والفروع هي الاعمال الشرعية في الإسلام والتي قلنا إنها على اربعة اقسام: عبادات واقتصاد واجتماع وسياسة أو كما قسم العلماء الاخرون: عبادات وعقود وايقاعات واحكام.
ث- منها ضروري وهي المسماة بأركان الدين وفيه احاديث كثيرة ومتواترة(1) مضمونها بني الإسلام على خمس) وهي من مجموع الروايات فعن زرارة عن أبي جعفر(ع): بني الإسلام على خمسة اشياء على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولآية) قال زرارة قلت واي شيء من ذلك افضل؟ فقال الولآية افضل لإنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن قلت ثم الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال الصلاة قلت ثم الذي يليها في الفضل؟ قال الزكاة لإنه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها قلت فالذي يليها في الفضل؟ قال الحج قلت ماذا يتبعه قال الصوم)(2).
وزرارة في الحديث الرابع من الولآية قال:(وذكر الائمة(ع) فقال ياعمرو هذا دين الله ودين آبائي الذي ادين الله به في السر والعلانية) وفي الحديث الثامن قد زاد اموراً واتم الحديث في الحاشية (ان الله اعطى محمداً شرائع نوح وابراهيم وموسى وعيسى(ع) التوحيد والاخلاص وخلع الانداد والفطرة الحنفية السمحة لا رهبانية ولا سياحة احل فيها الطيبات وحرم فيها الخبائث ووضع عنهم امرهم والاغلال التي كانت عليهم ثم افترض عليه فيها الصلاة والزكاة والصيام والحج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والحلال والحرام والمواريث والحدود الفرائض والجهاد في سبيل الله وزاده الوضوء وفضله بفاتحة الكتاب وبخواتيم سورة البقرة والمفصل واحل له الغنم والفيء ونصره بالرعب وجعل له الارض مسجداً وطهوراً وارسله كافة إلى الأبيض والاسود والجن والانس واعطاه الجزية واسر المشركين وفداهم ثم كلف ما لم يكلف احد من الانبياء انزل عليه السيف من السماء في غير غمد وقيل له قائل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك) وزاد في الحديث التاسع (... وولآية ولينا وعدأوة عدونا والدخول مع الصادقين) وزاد في حديث (17)(فمن اقامهن وسدد وقارب واجتنب كل مسكر دخل الجنة) وفي حديث(21) من كتاب الإمام الحسن بن علي(ع): ان الله لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض عليكم بحاجة منه اليه بل رحمة اليكم منه يميز الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ولتسابقوا إلى رحمته ولتفاضل منازلكم في جنته ففرض عليكم الحج والعمرة واقام الصلاة وايتاء الزكاة والصوم والولآية) وزاد في(22) عن زينب بنت علي(ع) قالت قالت فاطمة عليها السلام في خطبتها: فرض الله الايمان تطهيراً من الشرك والصلاة تنزيهاً من الكبر والزكاة زيادة في الرزق والصيام تثبيتاً للاخلاص والحج تشييداً للدين والجهاد عزاً للاسلام والامر بالمعروف مصلحة للعامة والعدل مشكاة للقلوب وطاعتنا نظاماً للملة وامامتنا اماناً من الفرقة والجهاد عزاً للاسلام والصبر معونة على الاستيجاب والامر بالمعروف مصلحة للعامة وبر الوالدين وقآية عن السخط وصلة الارحام منماة للعدد والقصاص حقنا للدماء والوفاء للنذر تعرضا للمغفرة وتوفيه المكائيل والموازين تغييراً للبخسة واجتناب قذف المحصنات حجباً عن اللعنة والسرقة) اجتناب (ايجاباً للصفة واكل مال اليتامى اجارة من الظلم والعدل في الإحكام ايناساً للرعية وحرم الله عز وجل الشرك اخلاصاً للربوبية فأتقوا الله حق تقاته فيما امركم به وانتهوا عما نهاكم عنه) و(26) زاد (.. الطاعة للامام واداء حقوق المؤمن) وفي (28) عن ابن أبي نجران قال سمعت ابا الحسن(ع) يقول من عادى شيعتنا فقد عادانا.. إلى ان قال شيعتنا الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة ويحجون البيت الحرام ويصومون شهر رمضان ويوالون اهل البيت ويبرؤن من اعدائنا أولئك اهل الايمان والتقى والامانة من رد عليهم فقد رد على الله ومن طعن عليهم فقد طعن على الله).
خلاصة اركان الدين إنها عشرة وهي التي بعد من ينكرها كافراً:
1- الصلاة.
2- الصوم.
3- الحج.
4- الجهاد.
5- الامر بالمعروف.
6- النهي عن المنكر.
7- التولي لأهل البيت(ع).
8- التبري من اعدائهم.
9- الزكاة واداء حقوق الله وحقوق الناس.
10- وترك المعاصي الكبيرة الضرورية بالإسلام كالخمر والزنا والكفر وما شابه.
ولا تقل ان التبري من اعداء اهل البيت ليس من ضروريات الدين بل هي من الضروريات والمصرح بجحدها وانكارها سماه الله كافراً واحبط عمله واخرجه الشيطان من النور إلى الظلمات وخلده الله بالنار كما في آية الكرسي[اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أولِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إلى الظُّلُمَاتِ أولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ].
وأقرأ معي[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ](3) فالذين حاربوا رسول الله وخذلوه فهو لم ينصر الله وعبر عنهم بالآية بعدها[وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ](4).
وحرب أمير المؤمنين(ع) هو نفس حرب رسول الله(ص) واله لقول الله تعالى في آية المباهلة (وانفسنا) وعنى بذلك محمداً وعلياً صلوات الله عليهما وآلهما وقال رسول الله(ص) (ياعلي حربك حربي وسلمك سلمي) وقال(أن هؤلاء اهل بيتي وخاصتي وحامتي... يؤلمني ما يؤلمهم ويسرني ما يسرهم) وايضاً ان الذين احبوا عمل من حارب رسول الله أو حارب أمير المؤمنين فقد كره أمير المؤمنين وكره الجهاد معه واحب الحرب له وبكراهته كراهة الله وكراهة رسول الله فقد قال الله تعالى[وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بِإنهمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ](5) ومما انزل الله تعالى إلى الولآية الثالثة[إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ](6) نزلت في علي(ع) عند تصدقه في حال الركوع.
ج- ومن احكام الإسلام غير ضروري من اجزاء العبادات وكيفياتها والمعاملات وبقية الإحكام وهي موضع التقليد ايضاً والخلاصة ان الضروري من اصول الدين وفروعه لا تقليد فيه وغير الضروري جاز فيه التقليد بالقيود المعروفة له.


(1) تحد بعضها في وسائل الشيعة ومستدركاتها في باب مقدمات العبادات.

(2) ح2.

(3) محمد ص واله 47/7.

(4) محمد ص واله 8 – 9.

(5) المائدة 5/55.

(6) البقرة 257.